كاميرا الاستبداد

Photo

ترهويجة الذّل

تفتقت قريحة إعلام النخاسة على فكرة خبيثة، فأحضروا لفيفا من السّياسيين، ثمّ وضعوهم أمام الرّئيس المخلوع عبر تقنية السكايب. هؤلاء الإعلاميون الّذين عاشوا في بوتقة الحكم الاستبدادي مازال الحنين يأخذهم إلى تلك الفترة، ويبدو أنّ عقدة الولاء للأب الدموي مازالت تحرّك عقولهم المريضة بتركيع الشّعب و إذلاله حتى و إن كانت هذه المرّة ترهويجة في قالب الإضحاك؛ ولكن غايتها التذّكير بقوّة الحديد و النار.

الوقت الضّائع

هؤلاء الغلمان لم يفهموا أنّ الشّعب أراد الحريّة، و استجاب له القدر، ولم يعد قادرا على الرّجوع إلى زمن القهر و الفتك و القمع. حتى و إن كان هذا الشّعب يعاني من فقدان عديد المزايا التي كانت تفتخر بها الدكتاتورية فإن دولة القانون المستندة إلى ديمقراطية صاعدة ستخنق كلّ توق إلى التقهقر و الاستنجاد بالكرباج و السّياط و التعذيب لتنظيم المواطنين و توعيتهم. ولن تكون فذلكتهم غير لعب في الوقت الضّائع.

ونسيت حقدي كله

و أنا أشاهد مقاطع من هذه السّلسلة الغبية،فهمت لماذا سيّدهم قال" غلطوني" لا شكّ أنّ أمثال هؤلاء الذّين كانوا يمرّرون له الوقائع(صندوق 26-26مثالا) عبر كاميرا تزيّف الحقائق، وتشوّه مطالب الجماهير، فيشاهدها طربا زاهيا، فيزداد تيها وعتوا و صلفا، وهاهم اليوم يعيدون نفس اللعبة القذرة مع الشّعب، فصوّروه في صورة دراكولا شخص مرعب مزعج يخاف منه معارضوه ومن ورائه الشّعب.

الغباء الإعلامي

يبدو أنّ هؤلاء الأعلاميين الذّين شربوا الذّل سنينا، و سكروا بخمرة العجرفة وقفت لهم زنقة تفكيرهم في آخر المطاف، و ربّما كانت حساباتهم تتوقّف عند إحداث الخوف و الرّغبة في الخضوع للقادم، ولكن فاتهم أنّ هذا الشّعب أبدا ماعاد إلى الوراء. وهم لم يقرؤوا التاريخ جيّدا "فمن فات مات" هذه سنة التّداول على السّلطة. ومن خرج لن يعود مهما فتلوا من الدّسائس.

انتهت اللعبة

لقد أسأتم لأنفسكم و "لـجزّاركم" قبل الحقبة السّياسية الّتي تريدون إحياءها، و أبدا لن يكون لإعلام الفجعات و الصدمات مقام طويل في أرضنا. فالمواطنون قد اختاروا العيش في سلام و أمان. و كان تسامحهم دليل تحضّر أبهر العالم. فلم يقع إيذاء أي زلم من الأزلام؛ بل هم مواطنون مثل غيرهم و الخطأ وارد و الإصلاح أفضل. الشّعب الّذي لا يعادي و لايجامل هو شعب لا تنطلي عليه حيل المفلسين الإعلاميين.

الشّعب اختار و للأبد الحرية و الكرامة على العبودية بكل محاسنها الفاسدة.

و الفرق واضح بين ماكانوا يفعلونه من حجب و قمع و هتك إلى رحابة الحرّية التي تجعلهم يقومون بأعمال دنيئة و يذيعونها على الملأ و لا رقيب عليهم إلا عقل الشّعب الحرّ.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات