لقد فعلها عمّال النّظافة، و تركوا باريس تترنّح في أكوام من الفضلات، و احتفلت الحاويات الخضراء بروائح ليست على كلّ حال عطرة؛ بل هي ملوّثة ببقايا أطعمة لم تعرف بلدانها خلاص أثمانها. حدث رياضي بتلك الأهميّة، يقوم فيه le petit médecin بترك باريس تتلوى وسط سخرية البلدان الزّائرة.
هذا الفعل حدث في بلادنا، و تكدّست الأوساخ في كلّ مكان، و اشتمّمنا روائح كريهة طيلة أيّام ووجدنا من يدفع بالعملة إلى التمرّد و المطالبة بحقوقهم لأنّ الأجندا في ذلك الوقت تستدعي أن يقع تخريب كلّ مظاهر العمل و تأثيره بالمواطن. انتهت تلك المحنة، ولم ينل العملة من ذلك التجييش غير دريهمات قليلة، وبقي حالهم كما هو من غياب وسائل الحماية و تعرّضهم للمخاطر.
فرنسا بلد الأنوار أنهجه و شوراعه متّسخة، ولعل لعنة الإجحاف في المطالبة وغياب الوازع الوطني يجعل المواطن دائما بين مطرقة الحقّ في النظافة و الحقّ في الإضراب. فهل من متعظ؟. أم نسأل جماعةje suis... ما رأيكم إذا أصبحت لغة الذّراع الطويلة هي الطٍّريق لنيل العقوق؟