صورة أولى
تتابع "المولدي البناي" مستوى صفر دراسي يؤدّي وظيفة مهنية و اجتماعية يحتاجها كل إنسان. هؤلاء البناؤون الّذين ما دخلوا المدرسة يفكّرون بعقل محبّ للوطن. فيقومون بعملهم من السّابعة صباحا إلى الرّابعة مساء في همّة ونشاط. ولا يسعون إلاّ لإعمار الأماكن الموحشة، فيستأنس بها البشر.
صورة ثانية
تستمع إلى ثقفوت الأيديولجيا العمياء ببلادنا فتشعر أنّ كلامهم يقطر حقدا لكل جميل في هذا البلد. ثقفوت الغلبة الّذين سمحت لهم الظّروف بأن يرتادوا مقاعد الدّراسة، فيطول بهم المقام بها. طالبين للعلم والمعرفة ثمّ موظّفين مبجلين، فلا يحصل منهم المجتمع إلا ثرثرة يديم ترديدها في كلّ المحافل. يعطّلون سبل العمل بترويج كلام عن انسداد الآفاق، يكتبون بهرجة لفظية لا يفهمها إلاّ من كان شاربا نبيذ الهوى. يسحرون خصومهم بمعارك وهمية. في الأخير تسمع جعجعة فارغة لا تقدّم الوطن و لا تفيد البشر.
ماهكذا يتقدّم الوطن.
• ما لم نحبّ بعضنا قدر كراهيتنا للحقد و التنابز و تبادل التهم.
• ما لم نحثّ على العمل الصّالح المفيد.
• ما لم ندعمّ روح التعاون و التطوّع دون تمييز فكري أو عقدي.
• ما لم نبتعد عن إثارة النعرات و نشر الرّذائل و التّحمّس لها.
• ما لم نعرف أنّ الوطن للجميع و لا قيمة حضارية إلا المحافظة عليه و الاحتماء به.