لماذا المدرّسون لا يرتاحون إلى مشروع الإصلاح الجديد؟

Photo

هو سؤال لا يمكن أن يفهمه أي ولي الان؟ فالجعجعة الإعلامية حجبت عن الولي أي رؤية لها مسافة أمان تجعله قادرا أن يميّز جيّدا بين الحقيقة المشخّصة في الحياة المدرسية و الغبار المتطاير للشعارات و الكلام المنمّق و الحضور الرّكحي التنكيتي.

اختار المدرّسون أن يحتموا بأسوار المدرسة. و قبلوا جميع رياح التغيير علّها تخفّف من معاناتهم.

فماذا كان الخطاب الاعلامي؟

سعت الخطّة الإعلامية إلى تحميل المدرّسين مشاكل المدرسة و أزمتها. و اختفى المنظرون الأوباش لمدرسة الغد و هيّجت القفشات التنكيتية كلّ النفوس الحاقدة على المدرّسين للنيل من سمو رسالتهم. و أصبح المدرّس عرضة للتنكيت الفاضح و التجلطيم السافل و الخطير أن يتعرّض للعنف القولي و المادّي. على مرأى و مسمع الجميع.

وجد المدرّسون أنفسهم يواجهون ماكينة إعلامية متقنة الخبث. ولم يكن لهم من حلّ إلاّ التمسّك بالمدرسة.فهي الحصن الوحيد الّذي لا يمكن الولوج إليه مهما فتلت حبائل السّاقطين.

المدرسة تعاني اليوم و غدا؟ ولكن ماذا عن البارحة؟

نسي كل الأولياء أنّ المدرسة العمومية شهدت تحوّلات كبرى في جدوى بقائها، ولعلّ التنقيص التدّريجي لميزانيتها علامة واضحة فبعد 25 بالمئة زمن الاستقلال أضحت لا تتجاوز 13 في المئة في2016.

لا يعلم الأولياء أنّ كلّ من تصدّى للشأن التربوي تصوّرا و برمجة و صياغة و تأليفا و تكوينا هم في غالبهم شخوص إدارية أو جامعية ليس لهم من الدّراية التعليمية التعلّمية غير الاكراه و الإلزام.

هذا الإصلاح التربوي وضع المدرّس في مرمى المعاداة، وهو تدبير خبيث لم يجد له من مناصر يدافع عنه. فالحياة الاجتماعية و السيّاسية و النقابية تغيّرت. وما كان يسير في السّابق بالعقاب أصبح اليوم تعدّيا على الحرّيات.

ماذا لو اختارأصحاب المشروع الإصلاحي الانتصار إلى المدرّس روحا و قيمة و عزّة؟

المدرّس روح الشّعب المعرفية وهو قادر على تحقيق أفضل النتائج في أسوأ الظّروف؟ متى؟ عندما يقع تكريمه و تقديره و تبجيله.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات