المربّي صانع الأجيال

Photo

هو يوم استثنائي، لم يكن يخطر بالبال أن تشاهد العين حشودا من المربّين ليس لهم من وجهة إلا مركز القرار التربوي. اجتمع الشّاب الرّشيق و الفتاة الأنيقة في شارع طويل يخبر عن مسيرة طويلة في الحياة التعليمية. و امامهما الشّيخ المربّي الّذي قطف زهرات عمره في تعطير عقول كليلة و نفوس عليلة. و كانت سيّدتي ترفل في حلّة بديعة زادتها إشراقا ملامح الطفولة البسيطة.

هو عرس التربية الّذي جمع الأجيال الثلاثة في يوم مشهود.

حلّقت الهيلكبتر عاليا، وكذلك صاحت الحناجر في الفضاء المتّسع "المربّي لا يهان" هذا المربّي خرج وهو العزيز يناصر قضيّة خانها كلّ من أسكتته المراكز الهزّازة و الجاه الفاتق و المال المسكت لكل شهوة في نضال كرطوني. المربّي خرج لكي يقول لهذا الشّعب: أمانة التربية تتجاوز قدرتي، فخذوها عنّي. و تحمّلوا ما ينتظركم. إصلاح تربيتكم ليس إلا غلافا لخوصصة شنيعة.

لا شكّ أنّ من مفاخر الشّعب هو وحدته الصّمّاء، ولقد عمل سوس التخريب على فصم العرى فصما قاطعا. ولكن بقي الجنوبي ينتظر ابن الشمال كي يتوسّط بينهما ابن الوسط. لا جهة في البلاد تخلّفت.

كان المربّون يلتحفون بعلم البللاد الغالي و دمهم ينبض حبّا لهذا الوطن العزيز. جمع المكان ما تفرّق في القرى و الدّشر و المدن. و اقتدر صفاء النوايا على كسر درجات التعالي الإداري. و انتصبوا جميعا في وحدة تربوية قادرة على سحق كل مشاريع تنال من مدرسة الشعب.

كانت جموع المربّين تعرف أنّ حبل الأكاذيب بدأ يعقد مناورات بغاية الإرباك، و اصطفت في المقابل زمر الأراجيف تنشر المغالطات كي يختلط الحابل بالنابل فتضيع الحقوق. هؤلاء المارقين عن صفّ التربية الشّاملة تهالهم أن تنتزع منهم العطايا و المنح. فهاهم يروّجون لتفاهات تنتقص من وقفة الكرامة و الشّموخ. أبدا لن تنالوا من عزائم الصّادقين. فلا مال أخرجهم و رتبة طلبوها. كلّ ما في الأمر حماية مدرسة الشّعب.

الشّعب يقف احتراما لهذا المربّي الفاضل، هذا الّذي يرسلون إليه أبناءه في الصّباح و المساء. و البعض من سقط المتاع ينال منه و يريد أن يهينه. فلا عاش من أهان المربّي. سيدّهم و سيّد أبائهم. هم مرتزقة العبيد لا يرومون العيش إلا في كنف الذّل. و ما جرّبوا حياة العزّ التي بشّرهم بها مربّي الأجيال.

طوبى لشعب له إيمان المربّين بحقيقة ما يحاك ضدّ مدرسة الشّعب. هذا الشّعب جدير بهؤلاء الأشاوس في المغارو و الأفاق ينشرون المعرفة التي تعجز كلّ أدوات الثرثرة الإعلامية على طمسها. المربّي خرج. فافهموا الرّسالة كي لا تعود يا ابن الشّعب إلى ذلّ السّؤال و قسوة حذاء العبودية.

المربّي جاء إلى بيت القرار. ولا أمل له إلا تخليص المدرسة العمومية من سفسطة المكابرين.
فمن استمع جيّدا و استوعب الدٍّرس فقد جنّب الشعب ويلات شعوذات فاسدة. و من تغافل و تجاهل و تعامل بالصّد و التشويه. فالغد قريب يوم لا ينفع النّدم.

المربّي لا يهان.


Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات