إصلاح الغرفة الخلفية.

Photo

تابعت نشرة الأنباء الثامنة في تلفزة الشّعب - مع إيقاف التنفيذ - أطلّ علينا تقرير يخبرنا أنّ جماعة الإصلاح التربوي قد اجتمعوا ذات صباح. أين ؟ و لماذا؟ هذا غير مهمّ، و نقلت الصوّر مجموعة من الشّخوص جالسين على كراسي مملوكة للشعب. هو اجتماع سرّي تطبيقا للسنة الدّارجة "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". فلم يقع الإعلام به سابقا ، و يزيد غياب اللافتة من سرّية العمل فهو لخاصّة الخاصة دون سواهم.

أتذكّر أنّ مشروع الإصلاح الحالي وضع إطاره تحت شعار كبير وهو "الشّراكة"، وهو يعني أنّ عملية الإصلاح لا يمكن أن يستأثر بها شقّ - طرف- فصيل- اتّجاه - جمعية- حزب وحده، فهو عمل جمّاع للخبرات و الاختصاصات و الأراء و المواقف على اختلافها. و لا يتحقّق ذلك إلاّ بمواصلة الحوار و التّعديل المتواصل قبل ما تقع الفأس في الرّاس. فالانحياز إلى الحلقات المغلقة خلّف جيلا كاملا يعاني مشاكل لا حصر لها.

كان يمكن أن يكون اللقاء فرصة مفتوحة يحضر فيها المختصون التعليميون و الخبراء الاستراتيجيون للتربية و الجمهور المتنوّع فيسمع أصحاب المشروع الهنّات العديدة في الكتاب الأبيض، و أهمّها غياب التّشخيص العلمي الدّقيق للمنظومة السّابقة وغياب الفلسفة التربوية التي تجمع بين المعرفي و التكويني و التنموي.

رحم الله زمنا كانت أبواب الندوات مفتوحة للعموم. و جنّب المخلصون للتعليم و التعلّم كبوات كانت ستعجّل بانهيار مدارج العرفان.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات