عادت البنية إلى أبيها سائلة:
أبي هل البقرة السّوداء يمكن أن أقتسمها مع أخي بالنّصف؟
يا بنيتي ستموت البقرة السّوداء مذبوحة أو نافقة أو محروقة. فاطلبي شيئا آخر.
أبي أريد عمامتك و جبتك و بلغتك الصفراء لوحدي.
هذه كذلك زائلة. فلن أتركها إلاّ رثة و قد اخترقتها الثقوب.
هذا الكوخ. يمكن أن أقتسمه مع أخي. سأترك له النوافذ و الباب و الأواني و آخذ أنا القاعة " قالتها بثلاث نقاط" و السقف و الجدران.
يا بنيتي يمكن أن يجرف المطر الكوخ أو أن تأتي عليه ألسنة نيران الصّيف. فهلاّ فكرت في ميراث أرفع. فالفقر ساوى بيننا و لم يترك لنا الأغنياء إلا فتات المكاسب.
صمتت ثمّ قالت:
- هل يمكن أن أصبح رئيسة ، ملكة . امبراطورة ؟
تنهّد، و قال:
- هذا ما لا يوافقك فيه رجل السّياسة القذر. هو يريد أن يساوي بينكم في الهموم و النزاعات و رمي التهم و نشر الأباطيل. أمّا أن تطالبي بحقّك في ميراث الحكم سواء بينك و بين أخيك ..فلا.
قالت :
سأدرس و أنجح و أتخرّج، و أشارك في الجمعيات و الأحزاب حتّى أدخل قبة البرلمان و
أطالب بحق المرأة في الترشح لفترة رئاسية دون مزاحمة الذكور. يكون الترشّح حصريا لنا نحن أمّهات الرّجال.
مسح على رأسها. وقال:
- هذا طلب سيوافقك عليه الرّجال و ترفضه النّساء؛ لأنّ رجل السّياسة القذر ينتخبه النساء بالإدعاء أنه يحمي حقوقهن.
وهنا سكتت شهرزاد عن المطالبة بميراث الحكم.