لم يبك الرّجل لأنّه فارق خليلته على عادة أولى الأمر منّا. لم يبك لأنّ جروا من جرائه فارقه على عادة زعمائنا أن يحزنوا لفقدان حيواناتهم، فهي الناطقة ونحن البهائم السّارحة.
ذرف الرّجل دموعا أعتقد أنّها صادقة لآنّ مجرما قتل مواطنين لم يواجهوه في ساحة قتال.
سيّدي رئيس أمريكا.
شاهدت دموعك تنزل على خدّيك، فأحسست بإنسانيتك تنساب مع كل قطرة دمع. كنت تخرج الكلمات متقطّعة على عادة نسائنا الثكالى في فلسطين و العراق و سوريا و ليبيا و اليمن.
دموعك نتقاسم وجعها. فمن يقتل النفس بغير حقّ فكأنما قتل الناس جميعا.
سيدي الرّئيس الإنسان
العرب هم كذلك ينتمون إلى الإنسانية، فحاول أن تذرف دمعك الغالي قليلا كي يرتقوا إلى مرتبة الإنسان العاقل. و ارفع عنهم غمّة الاستبداد الجاثم على قبورهم قبل عقولهم.