خلّي يقولو أش يهم؟

Photo

لا شكّ أنّ المواطن المثابر على مشاهدة فعاليات جلسة منح الثقة للحكومة تفاجأ بأنّ كل الكلام الذّي استمع إليه لم يغيّر شيئا في الواقع. وحافظت التشكيلة على كل توحّدها. و لم تستطع تركيبة المجلس المتنوّعة أن تفرض سطوتها و سلطتها على اقتراحات كان يمكن التعديل منها و عدم التّصلّب في بقائها.

فالمجلس البارحة كان مقسّما إلى ثلاث طوائف :

فكانت الطّائفة الأولى قد أزمعت على إطفاء جميع أضواء أذنيها و تشميعه مهما سمع من كلام مقنع. و يمكنه أن يفرّغ مكبوته " بدوزة من طحينية عالية الجودة" فالتعليمة واحدة وهي ضع نعم و عد مسرورا.

وكانت الطّائفة الثانية عقلانية ناقدة مشوّهة محذّرة. وقالت كلاما ينقش في صخر المجلس العتيق. و تجرّدوا من هوى الاتّباع و الأمّعية. وكانوا صناديد الشّعب في قول الحقّ. و تجاوزوا مقولة الشّيطان الأخرس. هؤلاء تبرؤوا من قادم الأفعال. و أرجعوا الأمانة إلى الشّعب. فهل لهم غير ضمائرهم و عقولهم ليفضحوا ما يرونه خاطئا؟

و كانت الطّائفة الثالثة مسّلمة باهتة تنتظر الانصراف. فهم جاؤوا خطأ و يرون أنّ بقاءهم لن ينفع فلا التوزير ينتظرهم و لا الشّعب سيعيد انتخابهم. هؤلاء هم المتخلّفون من الأعراب. تجدهم في الحروب المالية و تفتقدهم في الحروب الاجتماعية.

انتهت جولة البارحة. وخرج فريق الحكومة دون أضرار ولم ينقص منه أي عضو. رغم التحفظات و " التّشليكات" اللغوية و رفض لعب دور الكومبارس عند بعض النواب. ولكن السّؤال:

هل كلّ ما قاله النّواب سيرمى في سلة النسيان؟ الأيّام ستثبت أنّ ما قالوه ولم يعمل به هو مؤشرات على فشل قادم؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات