احتجاج العقول الواعية

Photo

لا شكّ أنّ احتجاجات التلاميذ اليوم قد عصفت بأوهام الكاذبين في إصلاح مشروع تربوي. خرج المتعلّمون وهم يعرفون لماذا خرجوا؟ و ظهر أنّ وعيهم يتجاوز كثيرا أعمارهم المغمورة و عقولهم النامية.

هذه الاحتجاجات تأتي لتؤكّد أنّ التربية في البلد ليست هديّة من شخص أو حزب؛ بل هي وجود يتنفّس و له مدافعون شرسون يقدرون على قلب الطّاولة في وجه كل من يتلاعب بمصير أبناء الشّعب التربوي.

المتعلّمون أعلنوا النفير لأنهم أحسّوا بوطأة العمل التعلّمي الجارف لمشاعرهم و راحتهم و انتفاعهم بالمعرفة. و هاهم ينزلون بكل قوّة كي يفهم المقرّر أنّ ما تخبزه حماقته من جهل بقواعد علم التعليم يتصاعد صراخا و هتافا بحناجر تطلب الإنصاف و تكافؤ الفرص و حقّهم في بيئة تعليمية تعلميّة خالية من كل أوساخ المعاملات السوقية و سفالة القرارات الفوقية.

هذا الوعي التلمذي هو الّذي سينقذ أبناءنا من وحشية متسلّطين لا زاد لهم من المعارف الضرورية لتقرير سياسة تربوية تكون عونا لهم في نحت شخصية متوازنة محبّة للحياة و فاعلة في مجتمعها. احتجاجات "الملاّكة" هي تعرية حقيقية لأوراق الكذب و التزييف في حقّ منظومة نخرها الإعياء و فقدان الاختصاص.

هذا اليوم ليس كالبارحة، فأصحاب الحق وهم من روّج لهم سفلة الغرورو"بأنهم محور " العملية التربوية هاهم اليوم يدورون كي يدكوا جبروت الاستعلاء و النفخ الكاذب.

إلى جميع أبنائنا المتعلّمين شكرا لأنكم أظهرتم أنّ وعيكم بقضية التعليم لا يمكن التلاعب بها من جديد. و أفرغتم جعبة النافخين في الهواء من أجل إصلاح وهمي زائف. فقط المدرسة العمومية يجب أن نحافظ عليها و نحميها فهي محراب العلم الرّاقي.

الطٍّرف الاجتماعي يلعب دائما في شكل عجلة احتياطية يقع تركيبها لإنقاذ رؤوس قد أينعت؛ ولكن هذه المرّة لعب دور التيّاس وهو أمر خطير. فمتى يرتدع هذا الطرّف و يتوقّف عن ترقيع ثوب التربية الرّث. و يترك المجال لتأسيس حقيقي لمشروع تربوي رائد يقطع مع المفلسين القدامى و غيرهم. بعيدا عن نفاق المراكنات و كذب الملاعين.

متى يتحرّك مجلس النواب و يعرف أنّ مهمّته الحضارية أسّها التشريع لإصلاح تربوي هيكلي ينحاز إلى حقيقة أبناء الشّعب في تعليم ذي جودة عالية.؟متى؟؟؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات