إذاعة ثقافية
تدير الموجة لتترك الشّيوخ و الكبار يسترجعون شبابهم مع النشرة الجوية، و تنتقل إلى إذاعة ثقافية فتصدمك أغاني فيروز الحنينة و الرقيقة و المتمسكنة، فهي و أغانيها مثل ا"لحبس" الّذي يتباهى به ثقفوت الإعلاميين، فيعيدون، و ييكرّرون جميع أغانيها حتى أصبحت دواليب التّسجيل تبدأ في بثّها قبل أن يضغط المذيع على الزّر. فيروز أصبحت بالبلوتوث، و غابت عن صباحنا السّعيد جميع أغاني فنانينا.
نكد صباح الأخبار الثقافية
إليكم المشطرة الأولى في إذاعة ثقافية لهذا اليوم بعد السّابعة صباحا: :: وقع القبض على ….. :: مبايعة مجموعة من………. :: تدمير آليات…………. وغيرها من أخبار القتل و التدمير و التحزيب في إذاعة ثقافية في الفترة الصباحية. ومملوكة للشّعب و يدفع أجور منشطّيها من حرّ ماله. سؤال بريء: هل سرد هذه الأخبار صباحا غايتها فتح شاهية المواطن على الإبداع الفني و الإقناع الأدبي و ألق ريشة الرّسامين و فرادة الشعر الحسّاس؟ أم هو تنكيد مجاني.
ماهكذا تورد ….؟
إذا كانت إذاعة اختارت لنفسها نهجا ثقافيا فيمكنهاّ أن تورد أخبار السّياسة و صراعاتها و الإجرام بكلّ تنويعاته دون تخمة مفرطةّ تجعل السّامع يفهم أنّ هذه البلاد تفطر على صدى المحاكم و تتغدّى بالمقالب السيّاسية و تصوم عن أخبار الفنانين و الشعراء و الرّسامين و الكتّاب و المبدعين بكلّ اختلافاتهم .
و إذا كان المقصود من تلك الشّبعة السّوداء هي إدخال السّامعين في ظلام الشّك في واقعهم و مستقبلهم فإن غلاء الأسعار و انتشار الأمراض المزمنة كفيل بنسيان تلك الاختيارات غير المدروسة.