نشكو لمن تربيتنا.

Photo

سنة أولى إصلاح

أعلنت السّنة الفارطة إدارة الإشراف التربوي عن انطلاق مشروع الإصلاح، وحضر المدعوون بأناقة "الشان زيليز" و روائح "إيف روشي" ، وصفّق المقرّبون من إخوان البرني و العترة، و اشتدّ همز المناوئين من الصبايحية القدامى، وبقي المدرّس متفرّجا. فالعرس عرسه، و هو الغائب الحاضر.

لنبز قبل التربية

و تعالت النبزات تخبر بأن التربية تحتاج إلى التربية على فهم الآخر و المختلف قبل الشّروع في بناء صرحها للأجيال الحالية والقادمة، و اصطفت الجموع في تحالفات تريد اقتطاع القليل من منافع إصلاح التربية، و كثرت اللقاءات تتلوها مبادرات حتّى انكشف المستور، و أظهرت الأيّام أنّ إعلان النوايا كشف عن مستنقعات وجب تطهيرها قبل الشّروع في الإصلاح.

الاستشارات الوهمية

يمكن أن تكون تقنية " اكذب اكذب سيصدقك الكاذب" أفادت قوات المحور في إرساء مبدأ الدّعاية المغالطّة للرأي العام. هذا الأسلوب وقع تطبيقه بكلّ حرفية الغباء، فتحدّث المشرفون عن نسب مشاركة في استشارة المدرسين قاربت 110 في المئة. في حين أنّ العين المجرّدة قد رأت عرائض تكتب دحضا للدجل. و حتى مضامين الاستشارة قد وقع إنزالها من أهرامات التّكبّر لتسلب المدرّس جدارتهّ بتشخيص واقع مأزوم.

انتحال الصّفة

لست أدري عندما أقرأ أنّ أكثر من 270 شخصا شاركوا في تفريغ معطيات الاستشارة يصيبني الغثيان لحالة الاستبلاه التي يعاني منها جمهور التربية. فبلد لا توجد فيه كليّة تربية فكيف تخرج منه الخبرة؟ و العارفون بدقائق الأمور يعرفون أنّ ما اصطلح على تسميتهم بالخبراء هم موظّفون منتدبون في إدارة الإشراف أو أساتذة جامعيون في غالبهم مختصّون في معارف علمية لا تتقاطع مع ميدان التربية و اختصاصه النّادر في البلد.

التّقرير ثم المخطّط الاستراتيجي

طلعت إلينا مخرجات الاستشارات عن تقرير يتيم و مخطّط استشرافي، قرأناها قراءة بصيرة، ففهمنا أنّ الدّاء مازال يتكرّر بوجوه جديدة؛ ولكنها تلقت تكوينا في النقل عن الآخرين و سفسطة كلامية غايتها الإلهاء. وغابت المعرفة المختصّة بميدان يتطوّر كلّ يوم. و تنتفع منه شعوب تفهم أنّ التربية علم يقطع مع الحشو للمعلومات و استفاضة في عدد الصّفحات و كثرة في عدد الكتب.

التربية لاتحتاج النظارات السّوداء

مالم يفهم الماسكون بدواليب التربية أنّ إصلاحها لا يقوم به إلاّ مختصون محليّون أو أجانب- حسب الاختصاصات. فإننا سنزيد في إهدار المال العام. إذا كان الإصلاح يعني نقلا عن الكتب الأجنبية- كولاج دو فرونس نموذجا- و صبغها بالكفتاجي المحلّي فإننا سنعيد نفس الفشل. وربّما يتعاظم حدّ تهديد الأمن القومي المعرفي. يجب إشراك المختصين و دعوتهم هم دون غيرهم و إرجاع إدارة الإشراف تحفل بالعارفين المختصين و ليس المثرثرين وفي كلّ واد يهيمون.

نصيحة

تحدّث الممثل عن البنك الدولي فقال: الإصلاح ماراطون يحتاج الكفاءات المختصّة و ليس سباق مئة متر نعلن به عن فوز كاذب. صدق الرّجل و كذب المتاجرون بالتربية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات