لازم ناقفو للتربية.

Photo

يبدو أنّ التربية في هذا البلد لا تخرج عن دائرة البيروقراطية المريضة، فالإدارة مازالت تعتقد أنّ نجاح المنظومة التربوية رهين إجراءات روتينية تمسّ التسيير العادي. و لذلك لم يخرج أصحاب المشروع المزعوم لإصلاح التربية من تغيير شكلي للزمن المدرسي مسّ العطل دون غيرها.

هذه النظرة البروقراطية تجعل المراهنين على تحسين مستوى المتعلّمين معرفيا و مهاريا و مواقفيا يسبحون في أوهام البطولات الزّائفة. فأصحاب القرار لا يعطون أهميّة للتّصوارت التي تنبني على غائيات تستند إلى الدّستور و يمكن أجرأتها في واقع الممارسة التربوية. هذا النقص الجوهري في تصوّر شبكة متماسكة لمنظومة قادرة على تحقيق معالجات حقيقية و تعديلات ممكنة .و يؤدّي هذا الغياب إلى جعل عملية الإصلاح تضميد للجراح المتعفنة.

ثبت اليوم بما لا يدع مجالا للشكّ أنّ علل إصلاح التربية يتعلّق وجوبا بإدارة بيروقراطية متعالية مريضة بنقرس التفاخر الكاذب. وهي إدارة لا تريد للتعليم و التعلّم أن يرتقي. و لا يمكن أن يكون إقرار السّداسيتين دون نشر موازنة للمراقبة المستمرّة في أوّل السّنة إلا استخفاف بالعمل التقييمي الذّي هو جوهر عملية الإصلاح برمّته.

ولعلّ التراجع الخطير في صبغة الامتحانين الوطنيين (السّادسة و التاسعة) بعد الإقرار إعلاميا بإلغاء الصّبغة الاختيارية هو مغالطة شنيعة تربك مصداقية المشرفين على العمل التربوي.وهو علامة على أنّ البيروقراطية المريضة بوهم تجاوز القوانين السّارية جعل المقرّرّين للشأن التربوي يستخفّون بالفصوص القانوينة التي لا تسمح بذلك.

لا يمكن تمرير مشروع إصلاحي يتخبّط في أحشاء التّعثّر و اللامبالاة و المؤلم هو الجهل بسنن الإصلاح التقليدية التي تتمثّل في تشخيص المنظومة الحالية ميدانيا و ليس ورقيا. و إعداد خطط قادرة على تعديل التّمشيات المعطّلة و بناء تصوّر شامل قادر على أجرأته و تحقيق مرونة كبيرة في جعل جميع المتعلّمين يصلون إلى مستويات حقيقيّة في التملّك للمعارف الأساسية.

إذا كانت الإدارة التي لاتظهر للعموم، و لا تقدر على التواصل الحقيقي مع الفاعلين التربويين إلاّ عبر جهاز تفتيشي له قدرة خارقة على لعب دورين مختلفين وهما المسالمة أو الرّادع وهذا الجهاز الّذي ثبتت الحاجة في الاستغناء عنه بعد مشاركته في تقزيم دور المدرّس و تمرير برامج بالإكراه (خاصّة بيداغوجيا الأهداف).

هذه الإدارة التي يجب أن يقع كشف الحجاب عن كفاءتها لإدارية والتعليمية التعلمية، فهل يعقل أن يقع تأليف و طبع و نشر كتب للمتعلّمين في الابتدائي دون تغيير للمناهج و البرامج. و لم يقع نشر كرّأس الشّروط و الاحتكام إليه عند اختيار المؤّلفين أو أصحاب المطابع.

لماذا مسألة التربية تبقى حبسا واقفا على مجموعة دون غيرها. وكأن البلاد ليس فيها مجلس للنواب له لجنة لها مهمّة مراقبة المسألة التربوية. ولعلّ صمتها عن التخبّط الّذي انطلقت به عملية فتح الثلاثيات على المجهول أمر يحمّلهم مسؤولية قانونية و تاريخية في مزيد تردّي التربية بقرارات ارتجالية متخبّطة.

لازم نقفوا للتربية. يجب أن يتحملّ كل فاعل تربوي مسؤوليته .خاصّة أنّه تناهى للأسماع مسألة صفقة شراء طابلات* للمتعلّمين بمبلغ ضخم بقرض يثقل كاهل الميزانية. و الكلّ يعلم أن صفقات سابقة لعل أشهرها مخبر اللغات الذّي بقي حبرا على أموال طارت دون فائدة تعليمية تعلمية. فلا يمكن أن يبقى مال التربية لا يعود بالنفع إلا على أصحاب الفخامات و النخامات.

التربية هي طريق النجاة لهذا الشّعب الذّي اختار المعرفة و يضحّي من أجل تعليم أبنائه و يصرف المال العزيز لكي تينع براعم الأطفال و تصبح مشاريع عمل و بناء و سلام . فمتى يصبح لنا مشروع تربوي يقطع مع الأيديوجيا الغبيّة و السّمسرة الشّنيعة و إهدار الفرص الحقيقة لتحقيق تربية تقضي على التّعصّب و الجهل و أمراض الأنانية.

*متابعات

الخبر

قناة البث: إذاعة مملوكة للشعب.

قال مسؤول في نقابة المدرّسين: إدارة التربية تنوي القيام بصفقة قصد شراء طابلات للمتعلّمين بقرض يصل 700 مليار.

التّعليق

الطابلات جديرة بتحقيق ربح خيالي لأصحاب الفكرة و شركات الاحتكار. فهل سيربح أبناء الشّعب لعب عيد الفطر 2017 بالمجّان؟ و مصدر الشّراء بالجملة نفسه الصّين الشّعبية ومكان البيع بالتفصيل سوق سيدي بومنديل. و مكان الترويج المدارس الابتدائية .

و المجبر على تسديد الدّين: الشّعب !!!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات