ببساطة لا.. لا نستطيع شيئا.
حتى ونحن مقتنعون بأن تقديم أرواحنا ثمن بسيط فينا من هو مستعد لدفعه بكامل الرضى للمساهمة في إيقاف المحرقة الجارية في غزة، فإن الشعور المشترك بيننا الآن أننا "لا شيء"، وأن وزننا الفعلي في سير التاريخ الآن.. صفر.
لماذا؟
أولا.. لأننا، كل شعوب العرب، نعيش مواتا تاريخيا شاملا. حالة موات أصابت كل مفاصل مجتمعاتنا بعد "صدمة إجهاض ثوراتنا" بانقلابات مختلفة الإخراج، عسكرية دموية سافرة في مصر وحرب أهلية طاحنة في ليبيا واليمن وهجينة مموّهة في تونس.
كل مجتمعاتنا العربية تحكمها الآن أنظمة لاوطنية إما منصّبة مباشرة من الغرب الصهيوني أو تم احتواؤها واختراق قرارها ماليا ومخابراتيا وسياسيا من قبل هذا الغرب نفسه. بما يعني أن المشاركة في حرب غزة تحتاج تحرير مجتمعاتنا أولا.
هل هذا متاح الآن؟
ولماذا لا تكون معركة المشاركة في حرب غزة هي نفسها معركة التحرر الوطني الداخلي؟ لنفترض أن مجتمعاتنا أفاقت غدا صباحا ولم تجد أنظمتها الحاكمة!.. هكذا بقدرة قادر انزاحت كلها من المشهد ولم يبق لها أثر! هل يمكن أن يصبح الطريق إلى غزة سالكا؟ أم ستنشب بين بقايا السياسيين الذين داستهم الانقلابات حروب طاحنة جديدة حول ما تبقى من جثث مجتمعاتنا !؟
لنكن صادقين مع أنفسنا. نحن سكان هذه الجغرافيا المنكوبة لم يعد يجمع بيننا اليوم شيء. قالّو علاش ما ننصروش غزة...! تي حتى تنجّم تواجه المسخرة اللي أنت فيها!
تبا