في آخر حوار معه أجاب على احتجاج كثير من ضحايا جرائم بشار على سياسة العفو التي تعامل بها مع الآلاف من أعوان السفاح الأسد الذين قبلوا بالتسوية وسلّموا أسلحتهم قبل نهاية المهلة المحددة.
الضحايا المستاؤون قالوا له "لقد ضيّعت حقوقنا". أجابهم "لقد أعدنا إليكم سوريا، فماذا تريدون أكثر!؟"
في محيط سوري وعربي وإقليمي ودولي متفجّر ودقيق ومفتوح على احتمالات رهيبة يوميا، أجده هادئا جدا، واثقا، عبارته أنيقة ودقيقة، نبرته مريحة، وجهه مريح، ابتسامته تترجم طمأنينة داخلية. والأهم.. جملته السياسة جديدة، حتى أنك لا تستطيع تصنيفها نهائيا داخل ما استقرّ عندنا من صناديق الايديولوجيا. فهو إسلامي وعلماني وليبرالي واشتراكي.. معا.
طبعا سيقول البعض أنه نسخة سورية من براغماتية أردوغان العابرة للإيديولجيا. فليكن. المهم أنه في كل ما يفعله أراه ممتلئا بنوع من الذكاء الذي يناسب تماما متطلبات المجتمع السوري العائد من دمار تاريخي رهيب.
هل أنا بصدد مدح سياسي عربي!؟
نعم.
أليس الوقت مبكّرا جدا على مثل هذا التقييم؟
لا.
فما حدث خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة في سوريا يعادل عقودا من تاريخنا العربي الميّت.