الدّار اللّي كُنَّا نُسْكْنُوا فيها في حُوش عمّار بن سعيد ما كانش فيها شِبّاك، ولا يدُور فيها هَوَاء، ورغم اللّي هِي مِبْنِيّة بِالطُّوب كانت تَحمَى ياسر في الصّيف، كانت أمّي ترشرش ﭬِدَّامْها مِ العَشِيَّة، وبعد المغرب تفرش حصير عبَّادي وإلا حصير سْمَارة وتحُط فُوﭬَـه بوشِرْمِيط، وِنْتَمُّدوا مِنّا للسِّمِي. وجِيرَاننا كِيف كِيف، ثْلاث عْيَال في حُوش واحدـ كُل واحدة ترﭬُد ﭬِدّام دَارْها. ولا عيلة منها تسمع كلام العيلة الأخرى اللي بعيدة عليها خمسة ستة ميترو. النّاس الكُل ساكتة، لا ثَمَّة لا تَلِفْزَة ولا حتى رَدْيُون.
أمّا نَهَار الجِمْعة والسَّبْت نِمْشِي أنِي وأختي نِتْفَرْجُوا عَ التّلفزة في حُوش الشَّامِيّة وإلا حُوش مبارك بورُﭬـعـة، نلـﭬَاهم مْحَضْرِين لْنَا بُوشِرْمِيط، باش نُـﭬْـعْدُوا عليه، ونتفرجوا ع المسلسل الأسبوعي، والبطل متاعه نَادِر، وإلا نتفرجوا عل كُورَة اليَد. وكِي يَكْمَل البرنامج بالعربي وباشْ يتبدل بالسوري نهزُّوا أرْوَاحنا ونصبْحُوهم عَلَى خِير ونْرَوْحُوا.
في الحُوش، يُرﭬُد الواحد في الأوَّل عَلى عِين ﭬُفَاه، وِيحُط كْرَاعه على رُكْبَة كْراعه الأخرى، وعْيُونه مرشُوﭬة في السِّمِي، يعد في النجوم، واحدة تَلْمَع لَمْعَان، وواحدة دُوبِلَّاش تْبَان، ومرَّات كِي نَرى نجمة تتحرك، نْوَرّيها لسِيدِي يـﭬُول لي هَاذِيكَ طيّارة.
سَاعَات، نُطْلُب من أمّي باش تخرّف لنا خُرّافَة، وكانَت دِيمَه تـﭬُول: نِحْكِي كَان عَلَى خُرَّافَة عُمْري. ومَا تِحْكِيهاش خُرّافَة عُمَرها. آمَا نِعْرِفْها، أمِّي تْرَبَّت يتيمة، مات سِيدْها في عام الحِلْبَة، وهِي عُمْرْها أربعة وإلا خمس سنين. كانوا يُسْكنوا في الجّريد، وسافَرْ سِيدْها عْمَا وِلْد اخْتَه بَاشْ يجِيبُوا الـﭬَمْح من إفْريـﭬَا، وما رِجَعْش، وهي تتفَكّر كِي جَاهُم ولد أخته، وجاب لهم خُبْرَه، ﭬَالِ لْهُم رَاهُو مَات فِي الثِّنِيَّة، وتِدْفَن فِي جبَّانَة عَمْرَة. وبَعْدَهْ تِوَلْهَى بالعْوِيلَة خُوهَا الكبير، مْبَارَك، رِجْعَوْا في الأوّل للطّويبَة بلادهُم، وبعد بِدَوْا يتِنَقّلَوْا مِن بْلاد لِبْلاد، الأم وزُوز أولاد وزُوز بناويت لِنْ فَرِّﭬَتْهُم الأيّام.
سِيدِي زَاده مَا يِعْرِفْش يْخَرِّف، أما سَاعَة سَاعَة يـﭬُول حِشَّايَة: سْطِيل مِي مْعَلَّـڨ فِي السِّمِي. وهَاذِي أسْهَل حِشَّايَة نِعْرِفْها، والجواب مْتَاعْها العْنِب. وسَاعات كِي نْجِي بَاش نْحَشِّيها نَغْلَط نـﭬول: سْطِيل عْنِب مْعَلَّـڨ فِي السِّمِي. حِشَّايَة أُخْرَى سَاهلة: مِدِينَتْنَا الصَّفْرَا سُكَّانْها أحْرَار، تِتْسَكَّر بالقُدْرَة تِتْحَل بالأظْفَار. البِطِّيخ، وأخْرى: مِدِينَتْنا الخَضْرَا سُكَّانْها عَبِيد تِتْسَكَّر بالقُدْرَة تِتْحَل بالحَدِيد. الدلاع. لِنْ تْجِي الحِشَّايَة: هِيكْ هِيكْ نَـﭬّز عَلِيك. النُّوم. ويكون الوَاحِد خْثِر.
ثَم لِيلَة، نُضْت على صُوت أمّي تعيّط وتـﭬول: لْدِغْت، لْدِغْت. تلمُّوا الجِّيرَان الكُل. شعلوا بِيل، يحوموا تِحْتِ الحِيط على العَـﭬْرب. لـﭬَوْا شلبيط، مِعْسُوه. وشَلِّطُوا لها في بُـﭬـعة اللدغة في ساﭬها.
أني نتفكر في الزرسين، في الصيف، كي تكون القمرة بِنْت أربعطاش، يحَلْـﭬِن ثِلَاثة وإلا أربع بَنَاوِيت فِي الثّنِيّة حْذَا حُوشنا، ويَبْدَن يشَبْرْشِن، شبْرَاشْهِن ما نفهماش وما شدِّيت منَّه شَي. عَل خَاطِرْ صعِيب ياسر، وما كُنَّاش إحْنِي الأولاد متولهيين، تَلْـﭬانا نِجْرُوا مِنّا ومِنّا. ونحصْلُوا في بعضنا.
في نفس البـﭬـعة نِتْفَكّر في نهار سِخْفَت السَّمْس، كُنْت وَاﭬِفْ مِتْلَفِّت للـﭬِبْلة، والدِّنْيَا كَإِنْها مظللة رغم الوقْت كان ضِحَى، وﭬِدَّامِي فِي الزْنِيـﭬَة اللّي تْحِدْ في حُوش عمّ الصّادق، كَانَن النساوين واﭬْفَات يحَسّسِن ومِشْ عَارف آش يَعْمْلَن.
بعْد ما كبرت شوَيْ، كنت في حُوشنا في الزرسين، سمعت البرَّه حِسّ الذِّر، مرﭬت بَاش نشُوف آش ثَمْ، لـﭬيتْهُم مجموعة مِ الذِّر شَادِّين الصَّف واحد ورَا واحد، وهُم يِمْشُوا واحِد اثْنِين، واحِد اثنِين، وكَان يسيّر فِيهُم كبيرهم المَحَجُوب، وكانُوا ضِد جماعة أُخْرِين مِ الذر يسيّر فيهم حَفَّة. كِي حَبّيت نتبَّع جماعة المحجوب ﭬَال لِّي: باشْ تَبْدَا عْمَانا يلزمك تجاوبني صحيح، مِدْ إيدَك اليمِين؟ تِرْبَثْت، ما كُنْتش نفرق اليمين مِ اليسار، رفعت إيدِي اليسار. ﭬَالوا الذّر: غَالِط غَالِط. آمَا قْبِلْنِي فِي جْمَاعْتَه. وكنت مِتْحَمِّس، نجروا مِنْ بُـﭬْـعَة لبُـﭬـعَة، بَاش نحاربُوا الجماعة الأخرى. وما حَارَبْنَاهُمْش. جِي سِيدِي يلَهِّط عليْ ورَوَّح بِي.