كُنت كِي نَمْرَض أمّي كانت تدير الدوايات العَرْبي الكُل، وما تهِزْني للطبيب كان كِيف يَبْدا ما عاد فيها وِين، وأول مرّة نتِفَكّرها هزتني لِنْوَيِّل على ظهرها في شْلامة باش يعدّي عليْ الطبيب، عَ الخاطر عندي جَرْيَان الجُوف، وأنِي عُمري بِين أربعة وخمسة سنين، وكانت تِمْشي بِي وتِرْتاح. الزرسين ثَمِّيكا ما كانِش فيها سبيطار، وكانُوا أمَّاليها كِي يَمِرْضَوا يِمشوا عل كِرْعِيهُم كيلومترات يا لِنْوَيِّل يا للبْلِيدَات اللّي كان يجيهم الطبيب مرة في الأسبوع. وما تِبْنَى سبيطار في الزرسين كان بعد ما نقّلنا إحْنِي لـﭬبلي. وكان عِبَارة على حُوش عرْبي بُنُوه الأهَالي من عِنْدهم بالطُّوب فِي رحبة الزاوية. وبَعد حَطَّت لهم فيه الدُّولة فَرِمْلي ﭬبلاوي اسمه علي فُول. نْتِفَكّره مليح بعد ما رَوَّحنا في الصيف للزرسين، كُنت نَلْعَب عْمَا الذّر حذا العين الجديدة في الرحبة، جِي هُو باش يَشْرَب لـﭬانا نُغُسلوا في رُوصْنا بالطِّين، كِي رانا ﭬال: مَلاَّ شامبوان تُغسلُوا بيه في رُوصْكم.
في ﭬبلي لُوطة زادة رغم اللّي كانت مَلْيَانة بالخَلَق ما بِنَتْش فيها الدُّولة سبيطار، واللّي يَمْرَض يِمْشي للسُّوڨ باش يْعَدِّي، وكان أشهر فَرِمْلِيّة في ﭬبلي بُوشاش وعبد الله بالشَّاوِش ونَزِيه وحسن الفرملي وبُوعَـﭬّة وبُولبابة بالحاج محمود. عمّك الهاشمي بُوعـﭬة كان معروف بتِـﭬلِيع الزْرُوس بالكُلاّب، ونِتْفَكّر سيدي نَاضَت عليه مرَة زِرْسَه في اللّيل مِشَى له في السبيطار، نَحْها له بلَحِمَتْها. وفِي المَكْتَب كَان يجِينا عم بُولبابة يْقَلّم عَ الرُّوص، واللّي فِيهم الحَزَاز يِتْقَرْعَوْا ويداويهم بالدّواء الأحْمر وإلا بالـﭬُطْران، أنا بْعُمري ما دَاوِيت لا بهاذا ولا بهاذا. نتفكر واحد م الذّر في جِيهَتْنا سَمُّوه كَبُّوس ع الخاطر بقـى مُدّة يِتْدَاوى بالدواء الأحمر، والدواء الأحمر كان فِيسَع مَا يشيح، أما الـﭬُطران كان يبقى يِتْلَصَّڨ، ومَا أخْيَبْها كِي تكُون في الصّف غافِلْ لِنْ يدِزُّوا عليك واحِد مِ الذّر رَاصَه فِيه الـﭬُطْرَان وينُوشَك فِي راصَك وإلا في وجْهَك، ما تَلْـﭬاش آش تَعْمَل وإلا لَشْكُون تِشْكِي وِبْمَن.
في كُل مرض أمّي عندها دُوَا، وكانت تـﭬول: دُوَاء المَهَبُول عند الله مقبول. نْتِفَكّر رُوحي كانت تْشِدْنِي الكَحَّة ياسر في الليل، تْنُوض أمِّي تَعِطِيني يا إمَّا رَاصْ غُنْجَاية دْهَان نْغَصْبَه بالشوَيْ بالشْوَيْ، وإلاَّ تصُب في كْوِيس تَاي زِيتْ زَتُونة وإلا حتى زيت عُود وتحط فيه السُّكُّر وتخلطه وتَعِطِي هُولِي.
وثَمْ مرَّات كَانت تِلْوِي عَلَيْ بطني، تَعْطِيني سبع حبَّات حِلْبَة، نَبْلَعْهُم بالمِي، ونِتْمَد وتِحْت صُرتي نْحُط صْحِيفَة مِكْفِيّة. بعد درج دَرْجِين نْنُوض لا باس. وكانت كِي يُوجعني رَاصِي تِكْبِس هُولي مليح بتِـﭬْرِيطة. بَعْد وقيّت نحِلْهَا، نحس رُوحي تْذَهَّنِت. وكي تُخرج لي حبّة، تعلَّمت من أمي نْدَوِّر عَلِيها بحْوَاك البُرمَة، ما تْطَوِّلِش تَبْرَا. آمَا الجْرُوح كان سيدي كِي يِتِّجْرَح يُغْسُل الجرح بِالمِي، ويربطه بسِرْبِيحَة، بعد أيامات قليلة يبدا يِتْلَمْ، ع الخاطر كيما كان يـﭬول لَحمه سِمَح.
ثمِّيكَا في الحوانيت كان يِتْبَاع السْبَارِين، وجَعِبَة البوماظة الصفرا متاع العْيُون وطابِع الفِيل. كيما كانت الدوايات هاذي تِتِّعْطى في السبيطار كِي هِي كِي الدّواء الأحْمَر للجْرُوح ومِي الفُضَّة للعْيُون، كُنت نِعِرْفه عند أمِّي حَدْهُم وأمِّي كُوكة اللِّي كانُوا يـﭬَطْرُوا منه في عيونهم. وبعد اكتشفت البِنْيسِيلين، إنْعَم كإني أَنِي اللّي اكتشفته مِشْ فليمنغ عام 1927. هذا الدواء كان ضَرْبَة ضَرْبَة لكُل شَيْ الحَبْ والجروح والشْبُوخ والحروڨ. نتفكر ما يَخِطاش دارنا وﭬدّاش من مرَّة شِرِيته م السْبِيسِيرِيّة الجَعبة متاعه لُونها وَرْدِي بارد في بَاكو وردي بارد وحَـﭬه 110 فرنك. كِي يِتِّجْرَح سيدي نُعْرُض عليه باش يِدْهِن بيه.
م الرّابعة ابتدائي كُنت نْتَبِّع في برنامج جَنّة الأطفال في إذاعة تونس وبرنامج روضة الأطفال في إذاعة صفاقس، نتفكر أنِي في السّادسة تقريبا السيدة عَلْيَة جِبِدَت مع الأطفال ع الخدمة اللي يحِبُّوا يخدموها كي يكبروا، واحد منهم ﭬال: نْحِب نْوَلِّي طبيب. ﭬات له: وما تخافش مِ الدَّم؟ أنِي مَنْظَر الدّم يْعَيِّفْني. من ثَمِّيكا قرَّرِت باش ما نْوَلِّيش طبيب.