نتائج الانتخابات لم يشكك فيها المترشحان اللذان أحرزا على التوالي على 7.3% بالنسبة إلى الزمال، و1.9% بالنسبة إلى المغزاوي، فإن كانا يتوقعان أكثر من ذلك، فذلك في حد ذاته هزيمة أضافية، بمعنى أنهما فشلا في قراءة الواقع، وظنا أنه بإمكانها أن يحصلا على ما أفضل لقلب الصفحة أو من أجل تونس أخرى.
إذن ليست هزيمة واحدة لكل منهما وإنما هزيمتان اثنتان، من تلك الهزائم التي تقضي في ظروف عادية بالاعتذار والابتعاد عن الساحة، إلى جانب المئات من السياسيين الذين كانوا يملؤون الرحب، ولم نعد نسمع لهم ذكرا ولا صوتا ولا همسا.
وبالنسبة الى الزمال والمغزاوي في حالتنا سنحت لهما الفرصة لتسجيل الاسم في سجل ذهبي، إذ أقترح عليهما عديدون الانسحاب قبل يوم الاقتراع، وبالنظر إلى النسب التي أحرزا عليها، فقد كان الانسحاب خروجا من الباب الكبير، وفرصة ذهبية مشرعة نحو المستقبل، بمثابة يد ممدودة إلى الجميع، ولكنهما لم يشاءا استغلالها.
وبعيدا عن ذلك، فقد كشفت الانتخابات مدى الضرر الذي أصاب حركة الشعب، الحزب الوحيد الباقي على الساحة منذ 25، أقصد من بين الأحزاب البرلمانية التي أفرزتها آخر انتخابات ديمقراطية سنة 2019. والواضح أن قاعدته الانتخابية قد تراجعت إلى ما يقدر بنسبة 40%، من 129 ألف في الانتخابات التشريعية لسنة 2019 إلى 52 ألف فقط حصل عليها المغزاوي هذه المرة، ولا يفسر ذلك بانقسام الحركة بين شقين يؤيده أحدهما ويقف ضده الآخر. مع الأسف.
وأما الزمال، فقد أصدرت حملته بيانا يعتبر صفعة لناخبيه والداعين إلى التصويت له.