ليلى خياط المبروك، اسم لا يعني شيئا للكثيرين، ولكنها تعني أشياء كثيرة في المنظومة النوفمبرية. والدليل على ذلك أنه وقع توسيمها بوسام 7 نوفمبر سنة 2007. وفي المقابل ورد اسمها سنة 2010 ضمن قائمة المناشدين الشهيرة. ولا غرو فهي ابنة الهادي المبروك الذي يحلو لها أن تقول إنه كان وزير خارجية بورقيبة، دون الإشارة إلى أن بدايته كانت في خدمة الاستعمار الفرنسي حيث تولى منصب قايد، ونعرف الدور الذي قام به سلك القياد في خدمة الاستعمار.
أما هي فقد كانت سيدة أعمال وصعدت إلى المكتب التنفيذي لاتحاد الأعراف سنة 2006، كما كانت على رأس المنظمة العالمية لسيدات الأعمال، ولا شك أن ذلك لم يكن ممكنا بالنسبة لها لولا النظام النوفمبري نفسه والذي ترتبط به أشد الارتباط حتى أن اسمها ورد بتاريخ 30 سبتمبر 2004 في نشرية تونيويزين ضمن قائمة مرتزقة النظام الذين نعتهم الموقع بغير الشرفاء وأنهم الأكثر نفاقا. ليلى خياط المبروك ما كنت لأهتم بها لولا التغريدة التي كتبتها على صفحتها على الفيسبوك والتي تفوح منها نتونة العنصرية المقيتة إزاء أبناء الجنوب،
حيث بعد أن أشارت إلى وجود إذاعة تابعة لداعش تبث في اتجاه الجنوب التونسي، علقت بلغتها الأم قائلة: c'est très grave; les gens du sud sont très fragiles, donc une belle proie ما تعريبه: هذا خطير جدا، إن أهل الجنوب على قدر كبير من الهشاشة، وهم بالتالي فريسة سهلة. وبقطع النظر عن تعليق عنصري آخر لإحدى صديقاتها، أضافت: fragiles, dans le sens de vulnérables هذا الكلام عن أهلنا في الجنوب يتجاوز العنصرية المقيتة ليعبر عن مشاعر قريبة من كره الأجانب (xénophobie)، حيث تتكلم عن الجنوب وكأنه جزء من بلد آخر.
لم أكن شخصيا أود التعليق على مثل هذه العبارات العنصرية إزاء جزء لا يتجزأ من الوطن، وكأنه لا يكفيه ما عاناه طوال العقود الماضية، ليعود البعض إلى معاجمهم العنصرية إزاءه بما يستفز المشاعر الوطنية، وقد سبق وأن سمعنا مثل تلك العبارات من سياسيين بارزين اليوم على الساحة، وها هي هذه "الكفاءة العالمية" تعاضدهم بالعود إلى نفس العبارات العنصرية. وقد نسوا جميعهم أن الجنوب الذي تنعته بالهش، وبأنه فريسة سهلة أمام الدعاية الداعشية هو الذي رفع السلاح ضد الوجود الاستعماري الفرنسي يوم كان والدها الهادي المبروك قايد في قابس ،
ولم يشفع له لدى بورقيبة إلا محاربته لليوسفيين بالجنوب. وها كأنها تواصل معركة والدها ضد أبناء وأحفاد أولئك الذين قتلوا وغبنوا في مطلع الاستقلال. أولئك الذين لهم تراثهم في خدمة الوطن وكلهم استعداد مثلما فعل أجدادهم لإراقة دمائهم في سبيله، لسبب بسيط وهو أنه لا وطن بديل لهم ولا يحملون الجنسية الفرنسية التي يحملها القايد الهادي المبروك.
21 سبتمبر 2015