كانت محاصرة المظاهرات السابقة ضد الانقلاب تبدأ من الجنوب وعلى طول الطرقات حتى لا يصل القادمون إلى العاصمة،
نتذكر ما فعلوه من أجل إفشال مظاهرات 10 أكتوبر و14 نوفمبر و17 ديسمبر؛ وفي 14 جانفي منعوا المتظاهرين من دخول شارع بورقيبة وواجهوهم بالعنف بما خلف شهيدا وعشرات الموقوفين. أملا في أن ذلك سيوقف الاحتجاج والتظاهر ضد الانقلاب،
ولكنهم -من حيث لم يشعروا- دفعوا إلى لامركزية التظاهر، وها هي قابس تشهد مظاهرة ضخمة، والأكيد ستتبعها مظاهرات أخرى في مدن أخرى.
في نفس السياق فإن قمع مظاهرة 14 جانفي وتداعياتها العديدة، قد جعلت الأمنيين ينأون بأنفسهم هذه المرة باعتبارهم أمنا جمهوريا، ملتزمين ب"الحياد في التعامل مع كافّة أهالينا بقابس و بعيدين عن كافّة التّجاذبات التي تمرّ بها البلاد، ليقفوا صفّا واحدا… [في] حماية كافّة المواطنين بمختلف توجهّاتهم الفكرية و السّياسيّة"، كما جاء في بيان لإحدى النقابات الأمنية.