بادرت إحدى نقابات البوليسية بالدعوة إلى مسيرة يوم 3 أكتوبر، واستجابت لها تنظيمات قومية على رأسها حركة الشعب والتيار الشعبي ومعهم فلول التجمع المنحل وأحزاب صغيرة التقوا في مساندة قيس سعيد، دون أن نرصد أية إشارة حول مشاركة تنسيقيات الرئيس. وبطبيعة الحال لم تغلق أمام المشاركين الطريق السيارة ولا المدخل الجنوبي للعاصمة ولا منافذ شارع الحبيب بورقيبة مثلما وقع الأحد الماضي 26 سبتمبر أمام المشاركين في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها مجموعة "مواطنون ضد الانقلاب".
وقد رفع المشاركون عددا من الشعارات من بينها المطالبة بحل البرلمان "باي باي البرلمان"، "الشعب يريد حل البرلمان"، والتهجم على رئيسه "يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح"، "يا غنوشي بابورك زفر"، كما طالبوا بالمحاسبة ومن شعاراتهم "بالروح بالدم نفديك يا علم"، "هاي هاي، هاي هاي".
لقد جسدت مسيرة اليوم انقسام الشعب التونسي ميدانيا بين مؤيدين ومعارضين لانقلاب 25 جويلية، بعد أن كان الانقسام مقتصرا على خطابات الرئيس. ولو كانت النقابات الأمنية تمثل منظوريها من الأمنيين المباشرين، فإن مسيرة اليوم جسدت انقسام القوات الأمنية، حيث نجد من جهة نقابة الأمن "الجمهوري" التي دعت للتظاهر وحددت توقيتها ومنطلقها، ومن جهة أخرى النقابة العامة للحرس الوطني ونقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل، اللتان دعتا إلى التزام الحياد إزاء الأطراف المتصارعة.
شارك في المسيرة حسب تقدير وكالة فرانس براس حوالي 2500 مشارك، وكانت نفس الوكالة قدرت عدد المشاركين في وقفة 26 سبتمبر ب2000 مشارك، أي أنه لا فرق كبير بين التظاهرتين رغم التسهيلات التي حظيت بها مسيرة اليوم والتضييقات التي قوبلت بها المسيرة السابقة، والتي استمرت بمنع اجتماع كان سينظمه "مواطنون ضد الانقلاب" اليوم بضاحية بومهل جنوبي العاصمة. وفي آخر الأمر فإن هذا العدد لا يمكن أن يمثل الشعب التونسي خاصة وأنه لم يشاهد ضمنهم ناشطون أو فاعلون سياسيون لهم رمزيتهم.
مشهد: سجلت الدربوكة والطبالة حضورهما مع الراقصين والراقصات في وقفة اليوم، على نغمة "الله الله واش بينا، خمسة والخميس علينا".