ﭬبلّي لُوطَة كانت فيها أربع زْوِي بـﭬْبُبهُم، ثلاثة منهم مِسَّمْيِين عَلَى فُـﭬْرا من بِلْدان أخرى سِيدي بن عيسى سَاكن مِكْنَاس، وسيدي عبد القادر ساكِن بغداد، وسيدي عبد السلام الأسمر من زليطن. والزَّاوية الرّابعة متاع سيدي علي بدر الدين جدْ عَرْش التِّبَابْسة، مَدْفُون فيها مع لَلْتِي سَرِوْلَة، وكان التبابسة يِدِفْنُوا في ساحَتْها من غِير ما يَعِمْلوا ﭬبور، وِسْمِعِت وأنِي صِغِير اللِّي كِي جَوْا يِحِفْرُوا باش يدفنوا ميِّت لـﭬوا جٍمِجْمَة بشعرها. وكان في ﭬبلي لُوطة ثانَة زُوز فُـﭬرا مِش مَشْهُورين وَاحِد في الجِيهَة اللُّوطا والأخُورِي في الجِيهَة الفُوﭬا، اسمه سيدي دَزْدُوز.
آما الزرسين كان فِيها زُوز فُـﭬرا خَارِج البْلاد كل واحد منهم شَادْ طَرْفَاية، عَ الطريـڨ الـﭬِبْلي المَاشِي للشُّكرية، سيدي امْحِمَّد الصْلِيعي، وفي العِرِڨ ظَهْرَة الجَّرْ أمِّي حَمْدَه، فِي كُل طَرْفاية حْجِيرَات وِشْوَيْ شُـﭬَّاف وِصْـﭬُص شِمَع. آمَا في وَسْط البْلاد، ثَمْ زاوية واحدة هِي زاوية سيدي امحمد بن عيسى، هِي عِبَارة عن دَار عَرْبي بَحْرِيّة مِبْنِيّة مِ الطُّوب، لاصـﭬة لنادي الشّباب اللِّي كَان هو زادة دار عَرْبي ظهراويّة. الزاوية كَانُوا يِتْلَمَّوا ﭬِدَّامها جماعة العِيسَاوِيّة، وِيمَرْﭬُوا عَلَم سيدي بن عيسى أخَضَر وأحَمَر، والسْيُوفة والمْشَاك.
فِي الصِّيف اللِّي تعَدِّيت فيه مِ الأوْلى للثَّانية، نْتِفَكَّر تِلَمَّدْنا يَاسِر ذِر ﭬِدَّام الزّاوية العَشِيّة مَاسِي. ورِيت كَفَاش مَرْﭬَوْا السْيُوفة وهِي مْلَكِمْتَة فِي السْيُور كِي حَلُّوها رِيتْها تلمع م المِضَاوَة. وبَعِد المَغْرِب بِدِى تِسْخِين البَنَادِير، وما كَانتش عْمَاهُم دَرْبُوكة كِيمَا فِي ﭬبلي. نْتِفَكّر م اللي يضربوا ع البِنْدِير عمِّي السَّايح، والغِيِّيطَة عند صَالح الرُّكُن، وِعْمَاهُم مُصْبَاح المِقَدَّم، وِرْجَال أُخْرِين مَا عِتِّش نْتِفَكَّرْهم. وخُرُجَوْا مْغَرْبِين وإحْنِي وَرَاهم، وهم يمَدْحُوا، وﭬِدّامهم رَاجِل هَازْ العَلَم يِدَلْوَح فِيه عَ الِّيمِين وعَ الِّيسَار، لِنْ خَشَّوْا لْحُوش الزَّرَاﭬين.
كِي بِدَت الحَضْرَة تَحِمَى، ناضُوا زُوز وإلاَّ ثلاث رجَّالة وناضْ المِقَدَّم وتْلَفِّت لْهُم وعَطِي بظَهْرَه للجماعة اللي يمَدْحُوا، وتكوّن الصّف واحد بْجَنِب واحد، اليدِين التالي وكُل واحد يشِدْ بِيدَه الجَنِب اليمِين للرَّاجل اللي على يمِينَه وبيده الأخرى الجَنِب اليسَار للرَّاجِل اللّي على يساره، وهم يَرِدْحَوْا مرّات يمِيلُوا لـﭬِدَّام بنُصْهُم الفُوﭬاني ومرَّات يهِزُّوا الكراع اليمين وإلا اليسار، كِيمَا يدِير المَقَدَّم يدِيرُزا. والجماعة تمدَّح:
أنا بن عيسى الغَرْبي* سَاكِن مِكْنَاس الأقْصَى
لِنْ يـﭬُولوا:
أنَا مُولى الـﭬبة الخَضْرا*مِ البِعِيد تنَادِي
فِي كلّ عشية حَضْرة* يِجْتَمْعُوا فيها أولادي
والصف وِين وَالاَه يِطْوَال، واللّي يِنْزَادُوا لَه يِـﭬَصَاروا لِنْ بِدَوْا ذِرْ في طُولي. يا الله، شَدِّيت عْمَاهم، نْدِير كيما يدِير المقَدَّم. والبُخُور يعَجْعِج. لِن تَحِمَل رَاجِل مِ الأوِّلِين، وخلَّى الصَّف، ومَدْ لَه المقدم سِيف يهَبْرِي. شدَّه بِيدِيه مِنَّا ومِنَّا، وعرَّى بَطْنه، وتمْ يُضْرُب فِيها بالسّيف، ولا بان فِيهَا جَرَح ولا حتى شَبَخ. وبِدِي كُل مرّة يِتَحَمَل واحِد، ويَعْطُوه سِيف ويدِير كِي صَاحْبَه. وأنِي كُنِت نخمّم مَا خِير سيَّافي وإلاَّ مِشَك؟
يَا بِن عِيسى يَا وَالِي مِكْنَاس
انْغَر وهِزِّ الرَّاس
وجِي دُور الجِّمَل، كَان اللي يتَحِمَل ويمرڨ م الصَّف يجِيه المقدم ويِشُكَّه بِالمِشَك في صَدْرَه وإلا زِنْدَه وإلا خَدّه. ﭬدمت حتَّى أني، شَدْنِي المقدم مِنْ زِنْدِي وتَمْتَم بكلام ما شَدَّاتَاش، آمَا معناه أنِي عَشَّقِت عل دُور الجِّمَل. كان في يدَه مِشَك يجِي طُولَه خَمِسْطَاش عٍشْرِين صَانْتِي، ﭬَال لِي: ظَهِّرْ لْسَانَك، ظَهَّرْتَه، حُكُمَه مِ رَّاصَه وشَكَّه بِالمِشَك، مَا حَسِّيت بْشَيْ، وِمْشِيت نْشَلْوَح بِيدَيْ، وبَعِد جِيتَه جِبَدْ المِشَك، مَا ﭬَطِّرَتِش نُـﭬطة دَمْ كَإنه وْلاَ كَان. بَعدها بْعُمْرِي مَا عَاوَدِت نِزَلِت فِي حَضْرة ولا شَدِّيت فِيها صَفْ، آمَا كِي يجِي دُور الجّمل وحتَّى كِي نَسِمْعَه مِن بِعِيد نْحِس رُوحِي طَارِبْ.