موقف حركة الشعب معروف في تأييد انقلاب 25 جويلية ومازال هو نفسه دون تغيير ولا تبديل، والسؤال الذي ينجر عن ذلك أفلا يتبنى ذلك الموقف أعضاؤها ويسعون لتكريسه ميدانيا؟ أو بصيغة أخرى هل ننتظر من أعضاء حركة الشعب أن يقوموا بعمل ضد المنظومة الحاكمة؟
لابد أن نوضح أن هذا السؤال لا يعني أولئك الذين تفصوا عمليا من موقف الحركة، وإنما ممن لا يتورعون عن استغلال مواقعهم النقابية مثلا، لتمرير مواقفهم الحزبية، وفي واقعة الحال يطرح السؤال منذ قررت نقابة التعليم الثانوي وعلى رأسها الأسعد اليعقوبي الدخول في إضراب يتم بموجبه حجب الأعداد.
الأكيد أن مثل هذا الإضراب ليس من نفس طبيعة الآلاف من أمثاله في عشرية الحريات، والأسعد اليعقوبي نفسه لم يعد يرضى بمثل تلك الإضرابات بعد 25، وهذا موقف حزبي بحت، ثم أنه لا يتحمل أصلا التبعات.
كانت النتيجة الأساسية لإضراب حجب الأعداد، هو هيجان الأولياء على اتحاد الشغل والحملات المحمومة على قياداته، وهي نتيجة إما أن النقابة لم تتوقعها، وهذا يعكس محدودية التفكير والتخطيط والتوقع لديها، أو -وهذا الأرجح عندي- أنها كانت تتوقعها ومضت فيها حتى تحققت. بمعنى أن هدف الإضراب كان محددا منذ البداية وهو تهيئة الأرضية أمام سلطة تستهدف القضاء على الوسائط، للتخلص من أقواها وأعتاها وهو اتحاد الشغل.
وبعد أن تهيأت الأسباب أمام السلطة لتحقيق ما تريد بالاتحاد، قام اليعقوبي بالتوقيع على أسوأ اتفاق معها في التاريخ النقابي، فكان ذلك حلقة أخرى للإجهاز على المنظمة من الداخل، وهو ما ترجمته ردود أفعال الأساتذة الغاضبة، ولو كانت النتيجة خارج التخطيط لأقدم على تقديم استقالته واعتذاره عما تسببه في الفشل والأضرار التي تسبب فيها للاتحاد، أكثر من ذلك أراد أن يخرج من باب عريض، لعل ذلك يهيئه إلى مواقع أخرى، في وزارة أو سفارة، فجاء إلى مؤتمر نقابة الثانوي وفي أمله أنه سيُكَرّسه كزعيم أو جنرالا كما يحلو لأصحابه أن ينعتوه. يبقى مشكله أنه لم يفهم أن القاعدة الأستاذية رغم صمتها فإنها تفهم وتراقب وتقيم. وها قد أسقطت قائمته ولم يصعد أي واحد من حركة الشعب إلى القيادة الجديدة. انتهى الدرس يا…