هذا الرقم الذي هربه شخص واحد إلى اللوكسمبورغ حسب ما ورد على لسان رئيس الجمهورية في المطار. بقطع النظر عن شركائه الذين مكنوه من جمع 80 مليار دولار أو أورو، وشركائه الذين حملوا معه هذه الأطنان من العملة الصعبة، وشركائه الذين سهلوا له تهريب هذه الكمية من العملة الصعبة من المطار.
فواضح أن هذا الرقم غالط. لماذا؟ 80 مليار لو كانت بالدولار فهي تساوي 220 مليار دينار، ولو كانت بالأورو فهي تساوي 240 مليار دينار. للتذكير هنا فميزانية الجمهورية التونسية تساوي 53 مليار دينار فقط. أي أن المبلغ المهرب حسب قيس سعيد يفوق أربع مرات ميزانية تونس. وهذا العجب العجاب.
لتقريب الموضوع إلى الأذهان، فإن أغنى عربي سنة 2021 حسب موقع فوربس هو ناصيف ساويرس وتبلغ ثروته 8.3 مليار دولار أي عُشر ما قال قيس سعيّد إن شخصا واحدا هربه من تونس أي 80 مليار دولار. أما نجيب ساويرس الذي مول الانقلاب المصري سنة 2013 تبلغ ثروته حسب فوربس لسنة 2021 فقط: 3.2 مليار. والعجيب أن موقع فوربس الذي لا تفوته الثروات الكبرى عبر العالم، لم يتفطن إلى هذا التونسي الذي ذكره رئيس الجمهورية التونسية.
وتتضمن قائمة فوربس 22 عربيا هم أثرى العرب سنة 2021 ويبلغ مجموع ثرواتهم 53.2 مليار دولار، إلا أن التونسي الذي ذكره السيد رئيس الجمهورية وحده هرب 80 مليار دولار.
لتقريب الموضوع للأذهان. نفترض أن هذا المبلغ كله بأوراق ذات 100 دولار. وزن هذه الورقة 1 غرام أي أن وزن 80 مليار دولار 80 طرناطة. كيف سيحمل هذا الفاسد إلى اللوكسمبوغ 80 طرناطة عملة صعبة؟ فعلا يجب أن يحاسب ويعيد أموال الشعب التونسي.