الذّرّ اللي يَقْرَوا في الخامسة وإلا السادسة، يسَّمَّوا كْبَار علينا، تلـﭬـى فيهم شكون يبيع البطاطا المَصْمُوتة مْغَطْسَة في صطل مِي سْخُون، والشّڨّ الطَّافِي منها تِشْهَاب ﭬِـشْرْتَه فِيسَع. كِي تَلْڨَى صُرْبَة ذِرْ بِينَاتْهُم الصْطَل ما تْنَجِّمِش تِعْرِفْ بِالضَّبط مِنْهُو مُولاه، عَ الخَاطر الـﭬَـاعْدِين الكُل يعَيْطُوا: بَطَاطا بَطَاطا. واللِّي يحِبْ يِشْرِي وِيجِي يطَاوِڨ عَ الصَّطَل، الكُلْهُم يِتْكَلْمُوا مْعَ بعضهم على طِيَابَتْها، وِيـﭬُـولُوا لَه عَلى حـڨ كُل كَعْبَة مِنْها، الصّغيرة بْعَشْرَة والكبيرة بخَمِسْطَاش. ما نتفكرش رُوحِي شِرِيت مِنْها، آمَا ذُﭬتها، مْمَلْحَة، وعِجْبَتْني ياسر. حبِّيت نْطَيّب كِيفْها فِي الدّار، آما ما جَتْنِيش مَالْحَة حتّى كِي زِدِتْها المِلح.
فمَّه زَادة شْكُون يَعْمَل الـﭬَـرْمَاشي، يِشْرِيه فُول من سُوڨ الثِّلاث، وِيحَمّسَه فِي طَاجِين، وإلا يِشْرِي الزِّرِّيعة ويحمّسها بعدما يملّحها، وتِتْباع بالـﭬُرطاس في الأعراس. ونتفكّر في عِرْس جَارنا وِلْد مِحْرِز، أعْطَاني واحِد مِ الذِّر الكْبَار باش نعاونه في بَاعَان الزِّرِّيعة. ما بِعْتِش في الصّف اللّي خرج من بَحْذَا غابة عمَّار بن غُومة، نِتْفكّر بَرْك البُخور مْعَجْعِج، والعَرّاسة يِمْشُوا على ضو بْرَامِيس والكُل صُوت واحد "مُولانا صَلِّ وسَلّم دايما أبَدَا على حبِيبِك خَيْر الخَلْق كُلِّهِم"، آما بِعْت للنسَاوِين اللّي جَايِين يهَنُّوا في العَرُوص في صُبَاحْها.
الفُول زَادَة يِتْبَاع طَايِب في النَّزْلَة، ما أحْلَاش فِي الصّبَاح من خُبز وفُول، وإحنِي أﭬْرَب الفَوّالات لحُوشْنا هِي رﭬـيَّة الفَوَّالة، وثَمَّة أُخْرِين مِتْوَزْعين في النّزلة الكُل، مِنْهُم بِتْ شِنْبَه، الدِّبِّيَّة، فَنَّة، وهاضُوم كانُوا يبِيعُوا في حْوَاشهم، تَلْـﭬـى النّاس دَاخْلِين عَلِيهم خارْجِين في الصّباح، ومريم بنت الصْواعِيّة كَانَت تدُور بمـﭬْفُولها على رَاصْها وهي تعيِّط "هَا الهَابِي، هَا الهَابِي" حتّى في الضِّحى. وحَلِيمة الفَوَّالة تَلْـﭬاها ﭬدَّام المَكْتب الفُوﭬَاني بمـﭬفُولْها، تْبٍيع للذِّر بالحَارَة والحَارْتِين فُول. بعد سنين كِي دخلت للكشافة، كانُوا الذّر كِي يحِبُّوا يبَدْلُوا الجَّوْ يغَنُّوا عَلى فَوَّالات ﭬبلّي "رﭬيّة الفوَّالة ما جَتْشِ، بِتْ شِنْبَه ما عَتْشِ تْبِيع، شُوفُوا الدِّبِّيَّة اشْرُوا لْنَا بمِيَّه، تَحْلَى السَّهْرِيَّة" عَلَى لَحن غُنَّايَة قَاسِم كَافِي. الخِدْمَة هاذي الفَوَّالات كبْرَوْا بيها أصغارهم، عَ الخَاطِر مُعْظَمْهُم كَانُوا هَجَجَّل. آما نلْـﭬَـى زَادة راجِل اسمه لَبْيَض يدُور بكَرُّوسْتَه في كل وقت: "فُول فُول حَامِي سْخُون بالكَمُّون".
ثَمَّ نْسَاوِين أُخْرِين يبِيعُوا فِي النَّفَّة، أنِي نِعْرِف مِنْهم زَعْرَة والـﭬِلْعَاوِيَّة، كَان يَبْعَثْنِي لِيهُم سِيدي باش نعبّي له حُكَّةْ النَّفَّة مْتَاعه. وفي مُكْثُر المَرَّات، كانت أمّي تصحن له ورﭬات دُخَّان في الـشِّـﭬْفَة، وباش تجِي نَفَّة بَاهْيَة يِتْزَاد لها البَلْبَال.
ثَمَّ نْسَاوين يبِيعُوا في السواك اللّي يسّمّى زادة زُوزْ، كان يِتْبَاع ربَاطِي فِي الأعْرَاس، واللِّي تْبِيع السّواك لازم تَلْـﭬـى عندها لُوبَان زَادَة، وهو على نوعين مَعْجُون يِسَّمَّى لُوبان ليبيا، وكَعَب ذكر وأنثى، حِلْو ومُر، يِتْبَاع في ﭬَرَاطيس بالمْيَات ﭬْرَام. نتفكَّر خَالي حَمَّه علِي كان يجيب منَّه لأمّي باش تبيع له.
خَالِي كان كِنَاتْري، ما يجيب كانْ الكُنْترَة، مرّة مِ دْزَايِر ومرّة من ليبيا. كان يجيب دُخّان ورَڨ من واد سُوف، ويعمّل على أمّي باش تْبِيعَه، تِمْشي العباية الكُل بالـﭬُرطَاس من شكاير السِّيمَان، وكان سيدي متْـﭬَلّـڨ عَ الخَاطر رِيحَة الدُّخّان نَاتْنَه يَاسِر وما عندناش وين نحُطُّوه كان في رُكْنَة الدّار اللّي عَايْشِين فِيها العِيلَة الكُل، وكان سيدي خايِف زَادَة لا تِمْشي قْوَادة للحَرَصْ، ومَا يِرْتَاح كان كِي تَافَا السّلعَة الكُل.
يغيب خَالي أيَّامَات وبعْد يجِيب سِلعة أُخْرَى كُنْترَة زادة تَاي أخضر وإلا أحمر، كِيفْ كِيفْ يِمْشِي بالبَاكُو، وسِيدِي خَايِفْ مِنَّه. وسَاعَات يجيب عْبَايَة فِحِمْ آزَال مِ الصَّحرَاء، كُنْتْرَة، يِتْبَاع بالشْوَيَ بالشْوَيْ. ولا مرَّة وِصْلَت قْوَادَة للحَرَصْ. نِتْفَكَّر مرّة جاب من ليبيا ذَهَب مُوش مَطْبُوع، أمْشَاط وغرَابِيل، وكَان كِي يجِي بَاشْ يورّي غِرْبَال منهم لْمَرَا، يَعْطِيني باش نعمل عليه طابع بمُصْمَار.
بعد مدَّة، أوّل منـﭬالَه لْبِسْتْها في حياتي جابْهَا لِي خالي حُمَّه علي من ليبيا، وكُنْت ثَمِّيكا في الرابعة ابتدائي. نتفكَّرها كانت بَاضَا، وعَـﭬَارِبْها تِضْوِي في اللّيل. كنت نَلْبَسْها فِي اليمِين، مرَّة جِيتْ تَنِحْدِف حجرة، مشَتْ مْعَاها. طَاحَت وﭬدَّاش وٍجِعَتْنِي كِي هَزٍّيتْها لـﭬِيتْهَا سَاكْتَة، وحتّى كي هَزْهَا سِيدِي للصَّلاَّح، حين ما روّح بِيهَا سِكِتَت.