تتذكرونهم، أولئك الذين كشفت عنهم هيئة الحقيقة والكرامة. نعم القوادة، عيون لا تنام. ها هو قد استيقظ فيهم دفعة واحدة بوليس الأخلاق بمناسبة الحديث عن كلصون السيدة الشمطاء، ونصّب نفسه محكمة للأخلاق الفاضلة، تعمل بفصول مجلة مكارم الأخلاق، دون أن ينتبه في الأثناء إلى أن الأربعين ألفا، إنما هم يراوغونه حين يدافعون عن كلصونها، ولا يرون غضاضة في أن يتحدثوا بالصوت العالي عن ما تحته، عندما يتعلق الأمر بأم العبدلي وأخته وزوجته.
الأربعون ألفا الذين حرمتهم الثورة من منحة القوادة، فانضموا اليوم إلى صفوف السيدة الشمطاء، نتذكر أنهم هم من روجوا صورا عارية مفبركة للواقفات ضد النظام النوفمبري، وكانوا أجرأ من ذلك إذ أطلعوا أبناءهن المراهقين على تلك الصور المفبركة، أتحدث عن حالات بعينها.
الأربعون ألفا أو من يقودهم هم من فبركوا أشرطة جنسية للمعارضين وسخروا أقلامهم للكتابة عنها في الصحافة اليومية، وأكثر من ذلك، فتحوا قاعات لعرضها أمام الجمهور، ووفروها مجانا للسائلين عليها. ها هم اليوم ينتصبون بوليسا للأخلاق الحميدة، فقط لأن المناسبة حديث عن كلصون السيدة الشمطاء.
ذلك أنهم يتذرعون بأي شيء، من أجل الارتكاس عن مكسب الحرية، وما يفعلونه بالعبدلي، ما هو إلا بروفة، ولذلك فمساندة العبدلي لا تعني بالضرورة إعجابا بفنه، وإنما هو وقوف ضد مشروعهم الرجعي (نرجعوا وين كنا).