بِدِيت نَقْرَا الفْرَنْصَوِيّة في السنة الثالثة ابتدائي، في العام هاذاك بْدَتْ تِتْقَرّا للتلامذة اللّي كِي دُخْلُوا للسّنة الأولى. أوّل معلّم قرَّانِي فرنصوية هو سي الصَّحبي العُثْمَاني، يُذْكره بِالخِير، وزِدِت قْرِيت عِنْدَه فِي العَام اللِّي بَعْده. كَان صْعِيب شْوَيْ مْعَانا، مِ الحِصّة الأوْلى خُفْت مِنه بَرْشَة، حِينْ مَا روَّحت للدَّار، بْدِيتْ نْزُنْ عَلَى أهْلِي، نْحِبْ نُحْفُظ دَرْسِي، ومِن كَثْرَة ما ﭬَلَّـﭬتهم، وهُمْ مَا عِنْدْهُمش حتَّى حَل، تدخّلت خالتي خَدُّوج جَارَتْنا فِي حُوش عمّار بن سعيد، وﭬات لِي: "هَا تَوْ نْهِزَّك لدار وِلْد أُخْتِي مبارك بُورُﭬـعة، ونْـﭬُول لْفَافَا اخْتَه بَاش تْقَرِّيك".
ما سْتَنِّيتْهَاش لِنْ تِتْفَاضَى، أنِي فَافَا نِعْرِفْها كَانَت تْجِي لْدَار خَالَتْها، وحُوشْهم نِعِرْفَه مِلِيح، نِتْعَدّى بِحْذَاه كِي نْجِي مَاشِي لِلْمَكْتَب، وﭬدَّاش من مرّة مْشِيت لْهُم بَاش نْتِفَرَّج عِنْدْهُم عَ التَّلفزة. مْشِيت لْهُم وطِلَبْت مِن فَافَا بَاش تْقَرِّينِي الفرنصوية، وهَجِّيت معاها الدرس الأوَّل في كتاب السنة الثالثة. وهَاذَاك آخِر دَرْس قِرِيتَه مِ الدروس الخصوصية في الفرنصوية. كُنت دِيمَة مْعَمِّل على رُوحي.
في العَام هَاذَاكَ بِيدَهْ، ﭬْبَل صْلَاعَة الشْتِي بِشْهَر تَقْرِيبا، رَوِّحَت أُمّي للزرسين، باش تُولِدْ وِتْنَفِّسْها أُخْتْهَا ﭬَدْرِيَّة، بعْد أيَّامَات سْمِعْنا بِيها اللِّي هِيَّ جابَت بْنَيَّة، وانٍي تَشَوّقْت بَاش نْشُوفْها. في آخر نهار في القراية، حين ما ضرب الناقوص متاع الثلاثة، رَوّحت نِجْرِي بَاش نلـﭬَـى سِيدي يِسْتَنّى فِيّ، بَاش نْرَوْحُوا للزرسين، وِوْصِلْنا مَغَاريب، وَﭬدَّاش طْوَالَت الثِّنِيَّة مِ الرَّحبة لْحُوش الزَّرَاﭬِين وِينْ تُسْكُن خَالْتِي. حِين مَا لِفِينا عَلَى فَمْ سِـﭬـيفَتْها، وْتِلَامَحِت بٍنْتْها الكِبِيرة عَلْ ضَوْ الـﭬَازَة، نَادِيتْها من بعيد: رْﭬَـيَّة! مِنْ كَثْرة مَا أنِي فَرْحَان باش نَشْبَّح أمي وأخْتِي الجِّدِيدة.
من غُدْوة ﭬَات لِي أمِّي: "برَّه هِزْ شْوَاهَات خَالْتَك للسَّارِح". وكَان النَّاس فِي الزِّرْسِين يهِزُّوا سَعْيهُم للسَّارح فِي الرَّحِبَة، باش يسْرَح بيه ﭬِبْلة الجَّر في النهار ويروَّح للبلاد في العشية مَاسِي. مْشِيت نِجْرِي بِالمْعِيز للرَّحبة، لـﭬِيت السَّارح خَرَج، لَحَّـﭬِتْ هوله عْمَا ذِرْ أُخْرِين حذا العِرْڨ، وﭬبْل ما نوصْلُوه، نْتِفَكّر لْـﭬِيت حْذَا زَرَب، فُـﭬّاعَة يـﭬولوا لْهَا تَشَّة غُولَة.
في الصْلَاعة هَاذِيكَا، تَعَرّفِتْ عَلى وَاحِد مِنْ أَقَارْبِي يْـﭬُولُوا لَه البَكُّوش ومَا كُنْتِش ثَمِّيكَ نِعْرِف اللِّي اسمَه عَبْد الرَّحَمَان، ومَا نِتْفَكَّرِش عِيلَتْهُم ﭬَبْل ما نْنَقْلُوا احْنِي لِـﭬْبِلِّي، عَ الخَاطِرْهُم كَانُوا يُسْكْنُوا فِي تُوزر، ورَوْحَوْا للزِّرْسين، وحُوشْهم لاصِـڨْ حُوشْنا مِنْ ﭬِبْلة. سَألنِي البَكُّوش عَ الفرنصويَّة ﭬَاد فِيها رُوحِي وَإِلاّ لاَ؟ ﭬُتْ لَه: نِعْرِف نِكْتِب اسمِي مِنْ غير ما وَرَّانِي حَدْ. ﭬَال لِي: تْرَه اكْتْبَه. طبَّسِت وطرَحْت التْرَاب بِيدِي، وكِتَبْت بالشَّهَّاد ifallah مِنْ غِير الحَرْف الأوَّل، ﭬَال لي: خَبَارَك مَا كِتَبْتِش حَرْف الدِّي؟ ﭬُتْ لَه: مَازِلْنَا مَا وصِلْنَا لاش فِي الكْتَاب. شْوَي كَمَّلْهُ لِي. عَرَفْت ثَمِّيكَا اللِّي هُو لَقَبَه هُو زَادَة.
في صْلَاعَة الرِّبِيع، كِيف كِيفْ روَّحْنا للزّرسين، طَلِّينَا عَلَى دار خالي مْبَارَك فِي العِمْرِي، شْوَيْ شَدُّونَا للغَدِي، مِرَﭬت نلعَب عْمَا الذِّر، تْعَدَّت حْذَانا كَرِهْبَة رُوَامَة، بِدِينا نْبَيْبُوا لْهَا بِيدِينا وِنْـﭬُولوا: بَايْ بَاْي يَا تُورِيسِت، شْوَي رِجْعَت الكرهبة وكَلِّمُونا بالسُّورِي، ما نِتْفَكَّرِش بِالضَّبط آشْ رَدِّيت عَلِيهم، شْويْ واحد منهُم مدْ لِي بُرْدُﭬَانَة. رَوّحَت بِيهَا لأمِّي، بَعْدْما عُرفَت مِنْ هُو أعطاها لي، ﭬَاتْ لِمْبَارْكة عِيلَة خَالي مْبَارك: وِلْدِي يِعْرف يِتِّلْغِي بالسُّورِي.
نْتِفَكَّر سِي الصَّحْبِي كَان كُل نَهَار ثِلاث يِكْتْبِ لْنا حِوَار ع الصَّبُّورة، البَطَل مْتَاعه اسمَه Goa، نْنَقْلُوا احْنِي الحِوار، بَاش نُحُفْظُوه لْغُدْوَة. وِنْهَار لِرْبْعَاء يْجِيب لْنَا كُرْدُونة زَعْمِنْتَه تلفزة، وِيحُط فِي الشَّاشة مْتَاعها تِصْوِيرة بِاليَد، وإحْنِي نْطَبْقُوا عَلِيها الحِوار اللِّي نقَّلْناه وَحْفَظْنَاه. والمَسألة ما كَانَتْش سَاهْلَة، والمُعَلّم كَان صْعِيب. فِي آخِر العَام أعْطَاني سِي الصَّحْبِي أول جَايْزَة في حَيَاتي، قِصّة عِنْوَانها Le petit poussin bleu تِحْكِي على فَلُّوس لُونَه أزْرَڨ وإخْوتَه لُونْهُم أصْفَر.