الذين كتب عنهم أحدهم "منافقين يفلموا من علمني حرفا.. وكأن المعلم قراهم بلاش، هو يخدم على روحو كيف البناي إلي خلاك تسكن في الدفئ والظل". وكتب آخر في نفس الحملة وفي نفس المعنى "البعض مرجونا.. المعلم هو اللي قراكم! خذيتو مقابل ما عندكمش مزية!".
أكيد أن بعض المتحمسين لهذه الحملة من البسطاء الذين ترتعش أجسامهم لكل عزف، وفيهم بعض من انخرطوا في حملة بائسة ضد الاتحاد واستمروا على نفس الوزن، رغم تبدل الأحوال، وهم اليوم يسندون موضوعيا ومجانا محاربي الاتحاد.
لكن الجسم الأهم في الحملة ضد المعلمين هم من داعمي الانقلاب، بما في ذلك قواعد الأحزاب الانقلابية اعتقادا منهم أنهم بذلك يدعمون الانقلاب خاصة وأن بعض رموزهم في الاتحاد نفسه قد خذلوا القواعد النقابية وأقصد تحديدا فضيحة نقابة الثانوي.
وإلى جانبهم آخرون ممن عبرت على لسانهم إحدى نائبات برلمان الثمانية فاصل بقولها "انتهى عهد التمرد"، في تعبير عن المنظومة القديمة التي تدعم الانقلاب بقوة، وليس لها حل سوى ذاك.
يبقى أن الحملة ضد المعلمين تعكس ما عليه القيم من تراجع، والعبارات أعلاه تعبر عن ذلك بوضوح، كما أنها تعكس درجة توتر قصوى استطاعت سلطة الانقلاب أن تقود المجتمع إليها، وها هي الحملة تتخذ اليوم شكل حرب ضد صانعي القيم وبناة الأجيال، حراس المعبد. والهدف في آخر الأمر من كل هذا التخريب هو إقامة بناء جديد على أساس هار بأرض أصابها التصحر.