قال بوعسكر إنها أنظف انتخابات جرت في تونس، فإذا بقيس سعيّد يفضحها. نتذكره عندما تكلم عن شراء الذمم في جمع التزكيات وها هو يؤكد ذلك مرة أخرى عندما قال بأن بعض المترشحين حصلوا على التزكيات في صبيحة واحدة، بمعنى إن تلك التزكيات جاءت بشراء الذمم. ومن اشترى الذمم في الحصول على التزكيات هل لديه مانع في أن يشتري الذمم يوم التصويت؟ طبعا لا.
وقال أيضا بأن مرشحين تقدموا بأوراق خالية من السوابق، نعرف أن مثل هذه الأوراق لا تصدر إلا عن وزارة الداخلية، وهو ما يعني التشكيك فيها من قبله، إذ تسند وثائق لا يستحقها أصحابها.
في هذه الانتخابات أيضا يوجد خمّارون، وهو ما يذكرنا بوصف المعارضين بالمخمورين. وهؤلاء المترشحون الخمارون يأخذون صورا لهم بالمساجد، وهو ما يعني أنهم يستغلون بيوت الله في الدعاية الانتخابية خلاف ما ينص عليه القانون، ولكن هيئة بوعسكر -في ما يبدو- لم تنتبه إلى الأمر.
حسب ما ورد في خطاب جندوبة لا تعدو "انتخابات" 17 أن تكون أوسخ انتخابات عرفتها تونس، وزيادة على ذلك فهي الأفشل إذ لم يشارك فيها إلا 8.8. والطريف هنا أن "الخمارين" هم الذين ترشحوا في ما يبدو إلى الدور الثاني، وهو ما يعني أنهم ساهموا في ارتفاع نسبة المشاركة إلى تلك النسبة، وبلغة أخرى لولاهم، لكانت نسبة المشاركة أقل.