لم يصدر حتى بعد مضي عطلة نهاية الأسبوع أي موقف أو بيان حول حادثة منوبة على الصفحات الرسمية لشبيبة أيّ من مكونات الجبهة الشعبية، لا اتحاد الشباب الشيوعي (حزب العمال) ولا شباب التيار الشعبي (قوميون) ولا شباب الوطد ولا شباب حزب الطليعة (بعث)... هذا شيء إيجابي، لأنها هي التي تسيّر شق الاتحاد العام لطلبة تونس الناشط بكلية منوبة، وما يُفهم من صمتها أنهم يشعرون بحرج كبير إزاء ما وقع في الكلية، حتى وإن لم يذهبوا إلى حد التنديد أو استهجان أو رفض علني لما وقع.
صحيح أن هناك بعض الصفحات المحلية لنفس تلك المكونات عبّرت عن مساندتها لما حدث في منوبة، في تعليقات موتورة، أو حتى في بيانين مشتركين أمضى على الأول منهما شباب التيار الشعبي واتحاد الشباب الشيوعي وشبيبة الطليعة الطلابية العربية، وصدر الثاني في نفس المعنى بكلية الحقوق بسوسة أمضت عليه نفس تلك الأطراف الشبابية مع إضافة أطراف أخرى من بينها شباب الوطد، وقد عبر الممضون عن مساندتهم "التامة واللامشروطة للرفاق بآداب منوبة إثر حملة التشويه التي طالتهم".
إلا أن هذه الصياغة في حد ذاتها لا تتضمن مساندة لأولئك "الرفاق" في ما قاموا به، وإنما مساندتهم تقف عند "حملة التشويه التي طالتهم". مع التأكيد بأن البيانين صدرا على صفحات ثانوية ومحلية، وهو ما يمكن اعتباره شيئا إيجابيا. لأنه يعني أن الموقف المركزي أو الرسمي لتلك الأطراف الشبابية لا يؤيد ما حدث في منوبة.
هذا بالنسبة إلى الفروع الشبابية لأحزاب الجبهة الشعبية، أما الجبهة في حد ذاتها فلم يصدر منها موقف مؤيد أو مساند للطلبة الذين أفسدوا ندوة. وما كان بإمكانهم ذلك وهم يجالسون من تمّ طردهم ويلتقون معهم في فضاءات البرلمان وفي البلاتوهات التلفزية والإذاعية وفي غيرها.
وهذا يعتبر إلى حد ما إيجابي، فأن يصمتوا معناه أنهم يقولون لأولئك الطلبة: نحن لا نؤيدكم أو ربما نحن لا نستطيع أن نؤيدكم أو ربما لقد أحرجتمونا. بقي أن الكراسات المستعملة في التكوين لم تعد صالحة لهذا الزمن، والممارسات التي يأتيها من تكوّنوا عليها لم تعد تتلاءم مع شعارات الديمقراطية والحرية.