سقطت الاستشارة..
قبل ثلاثة أيام من نهايتها، وبعد 62 يوما من انطلاقها، وصل المشاركون في الاستشارة "الشعبية" نسبة 4% من الشعب التونسي، يعني أن الشعب التونسي بنسبة 96% لم يشارك فيها وهو ما يعني أن الشعب ضدها. الشعب لا يريدها. سقطت الاستشارة. هذا يسمى مكر التاريخ، الآلية التي أُريدَ استعمالها للمضي في مشروعه، تكشف عن لاشعبية كاسحة.
أراد أن يبين أو يتبين شعبيته من خلال الاستشارة التي سميت بالشعبية، فإذا بها تكشف أن الانقلاب لا قاعدة شعبية له، وهذا نتبينه من خلال الأرقام، وليس من خلال زمارات السيارات التي لم نعد نسمعها منذ صيف مضى.
لم يبق من عمر هذه الاستشارة إلا يومان، ومع ذلك لم يشارك فيها إلا 467 ألفا، وهذا العدد:
* يساوي حوالي 16% من الذين صوتوا له في الدور الثاني في انتخابات 2019، وهو ما يعني أن 84% من الذين صوتوا له آنذاك قد سحبوا منه وكالتهم، وأنه لو تقدم لانتخابات تعددية اليوم، فإنه لن يفوز فيها إلا إذا كان هو المرشح الوحيد أو كان منافسوه دمى مثل الدمى التي كانت تترشح في عهد بن علي.
* أن عدد المشاركين في استشارته لا يتجاوز ثلثي الذين صوتوا له في الدور الأول في انتخابات 2019، والذين من المفترض أن أغلبيتهم كانوا مقتنعين به آنذاك، إلا أن ثلثهم على الأقل لم يعد إليه فقاطع استشارته، وعلى أية حال فهذا العدد من المشاركين أي 467 ألفا لا يرشحه للدور الثاني.
قد لا يعترف أنصاره بهذه الهزيمة النكراء، ولكن الأطراف السياسية والاجتماعية في الداخل والخارج ستخرج بنتائج من هذه المشاركة الهزيلة، أقلها أن الانقلاب -خلاف ما كانوا يظنون- ليس له دعم شعبي.