أَنِي وِين نسمع "بخنُوڨ بنت المحاميد.."، وِينْ نْكُون، نتفكّر أمّي، وبخنُوﭬها.. نِسِزَاتَه وحدها مِ الصُّوف، مصبُوغ أسود طِليس. يجيب الدِّفِي مْنين هُو. وهِي بِيدْها كي تشُوفني صـﭬـعـان نتـﭬـذرف، تتفكر باش تغطّيني بيه. وﭬدّاش من مرّة اِنُّوض في الصّبح نلـﭬاها مْهَنْيَه عليّ بِيه. هي تْكون نهارها سِرَت مع جاراتنا عَ الفِجَاري، باش يِرْدِنْ. وقتها، احْنِي ساكنين في حُوش دَاحِي في الجيهة اللُّوطَاء في ﭬبلي لُوطَا، بِينْ باب الشباك وباب ارْتِينَه.
عَادي عِيلَة في غُرْفَة واحدة، وأمَّالي الحُوش في غُرْفْتِين. وﭬبلي لُوطا، ما كان فيها لا شِيشْمَه، لا تْرِيسِيتِي، لا مكتب، لا صبيطار. واللي يحبّ يَمْلا ولاّ يِرِد، يِسْري بكري ﭬْبَل الأذَّان، باش يمْلاَ من السّواﭬـي، وإذا كان يْعَاف يمْلا من كُبْرش الفُوڨ شْوَي، وإلا حتى يزيد الـﭬِدَّام.
وأمّي عيّافة، ما تطْمَان كان كِي تِرِد من راس العين على بعد كيلومترات. وما تـﭬدش تمشي وحدها، الدنيا كلاب تتنابح، تمشي مع جاراتها شُلاّڨ باش يِتْوَانْسَنْ في الثنية. وﭬَدّاش من مرة تتكسّر ﭬُلّتها، وتروّح هُكّاكَه إيديها فارغة، وْهِي خَايْفة من سيدي، الله يرحمه، لَيَعْمَلِ لْهَا عَرْكة. نتفكّر مرة، روّحَتْ بيها ﭬرُّوجْ، وما بِغَتْش تكسْره في الثنية، بْقَت متحضْنَة هاك الـﭬروج، حتى خُلُطَت طْرُوفَتْها الكُل مبْلُولة، وهي تُرْعُش فيها، والدنيا شْتِي.
تعلّمت منها من غير ما تـﭬُـول لي، ما نصُبّش في الطّاسَة كان اللّي حاجتي باش نَشْرْبَه، وكي نبقى ناقص جُغْمة ما يسالش، خير ما نخلّي المِي في الطاسة.
بعد أيامات من حكاية الـﭬَرُّوج، نوّضَتْنِي ع الفجر، كانت تتوجّع ياسر. ولِيهْ لِيهْ، جتْ جارتنا، وخْرَجْت أنِي مِنْ حْذَاهِنْ مع سيدي، وخُلْطَنْ جارات أُخْرَات. وبقيت متّكّي ع الحيط حتى ﭬْرِبْ وقْت المشيان للمكتب، وخلّيتها تُوجع… آني وقتها يا فِي لَوْلى، يَا فِي الثانية، نخرج مع الحْدَاش م المكتب، روّحت نَلْهَدْ، شـﭬِّيت البلاد الكل، وجرّ ﭬبلي الكل، وﭬبلي لوطا حتى الجيهة اللُّوطَاء. قبل ما نُوصل للحوش، عرضني ولد جارنا، وقال لي: "أمك جابت زُوز وليدات".
نتفكّر كُنْت نحبْ أمّي تجيب ولد يوَنِّسْنِي، سِيدِي وحْدَه عِنْد أُمّه، وأنِي وَحْدِي عِنْد أمّي. سْمِعْتها مرّة تكلّم في جارتنا ﭬـاتْ لْها كِي تَارَيْ وِلْدِك شاد جِرِيدَة يفرّح في الدّار، رَاكِ بَاشْ تْجِيبِي وِلِيد. نْهَارْها شَدّيت جريدة وﭬشـﭬَشْت شويْ. وهَا هِي أُمِّي جَابَت زُوز أَوْلَاد.
كمّل وِلْدْ جَارنا كِلَامَه: "آمَا الزُّوز مَاتُوا عَ الخَاطِرْ أُسْبُوعِيِّين". خَشِّيت على أمّي لـﭬِيتْها مَغَمُومَة بكلّها، مَمْدُودة فُوڨ الحَصِير عَبَّادي، ﭬْـعَدت حْذَاها بالشّويْ، ِوتََّكّيت ظَهْرِي عَ الحِيطْ، ومدّيت كِرْعَيْ. حَسّت بِي، هزّت رُوحها، وجِبْدَت بخنُوﭬها الصّوف، تحبّ تْغَطّيني، وتهنّي علَيْ. محمّد عندها يَسْوَى واحد وتُوَامَى.