المشاعر التي عبر عنها العرب فرحا بما حققه المنتخب المغربي، لا يمكن أن تكون غذتها الشعارات الجوفاء التي رفعت منذ أواسط القرن الماضي، كما أنها لا يمكن أن تكون من توجيه الذين حكموا بلداننا بالحديد والنار والكرباج، كما لو أنهم ورثة شرعيون للمقيمين العامين أو المندوبين السامين أو الباشوات والسلاطين.
نعم هي مشاعر طبيعية تسري في الشرايين، رغمهم جميعا، هي تعبر عن حبل سري يمتد في التاريخ وفي الجغرافيا، لو وجدوا إلى قطعه سبيلا لما ترددوا في ذلك. وهو يتحداهم اليوم حيث يقفون.
تلك المشاعر بالضبط، دليل على إفلاس طبقة متكلسة من القيادات تعيش على الأوهام وأحذية العسكر والجلادين، قيادات فاتها أن تتطور، وكان أجدر بها أن تعدّل ساعتها وهي ترى تلك الجماهير الهادرة المتحررة من حساباتهم ومن تصنيفاتهم ومنهم جميعا، جماهير لم تخطئ في الحماس والفرح بانتصار عربي في كرة القدم، هذه هي العروبة النابضة، وليست تلك السجون أو الحوانيت المغلقة على أصحابها بعيدا عن التاريخ وعن الحياة.
هذه العروبة لم تنتظر إشاراتهم ولا ترهاتهم، إذ تدرك بفطرتها أن فلسطين هي القلب النابض والجامع.