أحمد ونيس وزير الخارجية السابق توجّه إلى السفراء التونسيين قائلا لهم بأنه عليهم أن يوضحوا أن تونس ليست عدوة لإسرائيل، ألا يعتبر هذا تدخلا في مجال من اختصاص الرئيس وحده، والرئيس سبق أن قال "إن التطبيع خيانة عظمى"، فكيف يصمت وتصمت ألسنة الانقلاب، ولم يعلق الكرونيكارات بكلمة. ولم يقرّعه أحد.
في المقابل وزير من حكومة الكيان الإسرائيلي يقول بأن تونس مؤهلة للتطبيع. من المفترض أنه ما قال ذلك، إلا بعد أن لمس ما يفيد قوله، كأن جاءتهم تطمينات من الإمارات مثلا، بأنها الضامن.
نفهم جيدا أن المحور الذي تقوده -يا للعبث- الإمارات يدفع نحو التطبيع، وربما اشترطت ذلك لدفع مالها للانقلاب، وهي لا تفعل ذلك بمجرد إزاحة النهضة عن الحكم، لأن هدف الإمارات الأساسي هو سَوْق جميع العرب إلى خيمة التطبيع. ولعل في إرسال أنور قرقاش إلى تونس بعد 25 يوليو لتقديم التهاني، أبلغ رسالة في هذا الاتجاه، إذ أنه يعتبر العنصر الأساسي في التطبيع.
وأما موقف الانقلاب ففي ظل العزلة الدولية التي تزداد مع كل صباح جديد، قد يشكل التطبيع خشبة إنقاذ ويصبح الكيان الصهيوني هو الأمل لكسر الحصار سواء في اتجاه أمريكا أو أوربا.
ملاحظة ثانوية: الأحزاب التي كانت تطالب بقانون لتجريم التطبيع، هي اليوم الداعم الرئيسي لقيس سعيّد، ويمكنها بالتالي أن تطالبه بما كانت تلح عليه، والأمر ممكن ويبدو في المتناول بموجب الأمر الرئاسي 117، ننتظر منهم ذلك. فيتجسم قوله بأن "التطبيع خيانة عظمى" ويتحقق مطلبهم بتجريم التطبيع، ممكن؟