أصدرت وزارة الداخلية بلاغا قالت فيه بأنه إثر الوقفة التي تمت يوم 10 أفريل 2022 تم حجز 70 دينارا عند متظاهر قادم من الجنوب. هذا البلاغ يذكر بالبلاغ الذي صدر إثر وقفة باردو الأولى في نوفمبر الماضي، والمصحوب بصور حول أسلحة بيضاء من نوع مساسك ومقص أظافر، وملاعق قهوة، وكورنو أحذية الخ. البلاغ الأخير أثار سخرية أكثر من 80% من المتفاعلين معه. ولم يكتف الساخرون بوضع إيموجي السخرية، وإنما علق عليه الكثير منهم تعليقات أوردها كما كتبوها دون أي تدخل:
**فمنهم من اعتبر البلاغ ينال من وزارة الداخلية:
- وزارة داخلية تعطي اخبار بهذه التفاهة، شيئ مأسف.
- عيب مثل هذه الاخبار في تونس ما بعد ثورة الكرامة والحرية شئ مخجل لوزارة سيادة.
- زعما باج وزارة الداخلية هذي ولا بيراتي؟
- هزلت إن تنزلت وزارة سيادة لهذا المستوى ع الجمهورية السلام.
**وهناك من اتجه تعليقه إلى أدمين الصفحة:
- ادمين مرمضن.
- والله شي يحشم كيف تشوف بيان متاع وزارة و مش اي وزارة باش تعرف المستوى متاع المشرف على الصفحة.
** وهناك من انتقد الإشارة إلى الجنوب معتبرا أن ذلك يغذي النزعة الجهوية:
- استهداف حقير للجنوب. والله عيب رائحة كريهة لجهوية مقيتة تبا.
- تحية للجنوب و اهله الذين حرروا تونس من الاستعمار الفرنسي الغاشم رحم الله الدغباجي و رفاقه.
- مافهمتش علاش تقولوا من الجنوب بالذات؟ من الجنوب سبعين دينار حق ركوبه. تحية لرجال الجنوب الأحرار اهل الجود، والكرم، والعلم، والمقاومة.
- أهل الجنوب موش رخاص يتشروا بالمال.اهل الجنوب أهل عز و كرامة و شهامة و نخوة و مروؤة
**وهناك من اعتبر البلاغ إهانة للشعب التونسي:
- حتّى لو فرضنا أنّ الخبر صحيح فإنّ نشره على الصّفحة الرّسمية لوزارة الدّاخلية هو فضيحة وإهانة للشّعب التونسي.
**وهناك من علق على مبلغ السبعين دينارا المذكور في البلاغ قائلا:
- داخلية داخلة في حيط المحجوز 70 دينار لم يصرف المتهم منها ولا مليم في انتظار حتى يقبض عليه متلبسا مع العلم انو قادم من الجنوب.
- لعلمكم 70 د ماتكفيش ركوب من الجنوب للعاصمة.
- قالك في العهد السعيد 70 دينار تخلّي منهم مصروف الدار و تركب من الجنوب و تبات في الوتيل ماكل شارب راقد و تحضر في الوقفة و تزيد تفضل منهم و تروح فرحا مزطولا ..ملا مسخرة برجولية شي فات العقل و الخيال في الذكاء.
** وهناك من دعا إلى الاهتمام بما يعانيه التونسيون، إذ علق ساخرا:
- يجب ضخ المبلغ المحجوز في خزينة الدولة لتحقيق الازدهار.
- بالله احكيو على هموم التوانسة العيشة غلات، أما حكايات محاولة التنكيل بالمعارضين انتهت بهروب المخلوع.
** وهناك من تحدى الداخلية بأن تعطي تفاصيل عن الموقوف:
- السيد الي شديتوه و استعرفلكم هبطو اسمه و تصويرته باش نصدقوكم.
**وهناك من ذكره البلاغ بالعهد النوفمبري:
- روايات من العهد النوفمبري، مبلغ يا دوبك يكفي حق التنقل…
**وهناك من انتقد صياغة البلاغ قائلا:
- الوقفة الاحتجاجية حق مواطني لا تستحق تحريضا لان عبارة تحريض تُستعمل عندما يكون الفعل ممنوعا قانونا.
** وهناك من نصح قائلا:
- ننصحكم اسحبوا البيان.
** وهناك من توقع:
- لا أحد يصدق هذا الكلام - للأسف حتى انتم اتضح انكم لا تحسنون السياسة و لذلك سيسقط الانقلاب حتما.
المحصلة: من خلال مثل تلك التعليقات المنتقدة للبلاغ الوزاري، يتبين أن التونسيين متمسكون بحرية التعبير وإيصال مواقفهم وآرائهم، ولو كان ذلك على صفحة وزارة الداخلية نفسها، دون خشية ولا وجل.