534915 هو عدد المشاركين في الاستمارة عند تمام الساعة 24.00 من يوم الأحد 20 مارس 2022 وهو اليوم الأخير الذي حدد لها وبعد مرور 65 يوما من بدايتها.
لن أتكلم عن الإمكانيات التي خصصت لها من جيوب دافعي الضرائب، دون أي سند قانوني، ولو حتى مرسوم من مراسيمه، ودون الإشارة إلى ذلك في ميزانية السنة الجارية، ودون التأكيد أن ما صرف على الاستمارة لا يمكن إلا أن يكون على حساب أبواب أخرى.
كذلك لن أتكلم عن إمكانية تزييف هذا الرقم، فيكفي أن يصرح أحد المشاركين فيها من المتحمسين لسيادته مثلما كان متحمسا لزين العابدين بن علي، بأنه شارك فيها ست مرات، بمعنى يمكن لعدد المشاركين أن يقسّم على ست مرات، لو كان لكل المشاركين نفس حماسه وتحمّسه.
لكن سأكتفي منها بلغة الأرقام:
**الرقم الأول هو عدد المشاركين فيها، 534915 وهذا العدد لا يتجاوز نسبة 7.5% من عدد الناخبين المسجلين حتى 2019، وللمقارنة فإن هذا العدد هو:
-دون عدد المنخرطين في الاتحاد العام التونسي للشغل والذي بلغ 700 ألف (2017).
-دون عدد سكان بلدية تونس التي ترأسها سعاد عبد الرحيم إذ يساوي 639 ألف (2014).
-دون عدد سكان مدينة صفاقس الذي يقدر ب600 ألف.
-دون عدد ناخبي النهضة في 2019، والذي بلغ 561 ألف.
-دون عدد السكان في كل واحدة من الولايات التسع التالية: المنستير وتونس وأريانة وبنعروس وبنزرت والقيروان ونابل وصفاقس وسوسة.
-دون عدد مواطنينا بفرنسا والذين يقدر ب 728 ألف (2014)
-دون عدد المشاركين في صفحة واحدة للترجي الرياضي أو للنادي الإفريقي على الفيسبوك.
** الرقم الثاني هو عدد الإناث المشاركات في الاستمارة والذي بلغ 168705 أي بنسبة لا تتجاوز 31.5%، وبفضل هذه النسبة لا أحد يمكنه أن يدعي أو يقنعنا بأن هذه الاستشارة ممثلة للشعب التونسي.
**الرقم الثالث هو نسبة المشاركين من الشباب من الفئتين أقل من عشرين سنة وما بين 20 و30 سنة، هاتان الفئتان مجتمعتين شاركت منهما نسبة 19.2%، بينما نسبة هذه الفئة تساوي 24.5% من السكان. بمعنى أن نسبة المشاركة الشبابية أقل من نسبتهم في هرم السكان. وهو ما يعني أن الشباب ليس مع الانقلاب. في المقابل فإن نسبة الشيوخ المشاركين في الاستمارة تبلغ 15.4% بينما هم لا يتجاوزون طبقا لإحصاء 2014 نسبة 11.5% بمعنى أن الشيوخ هم من يساندون الانقلاب.
** الرقم الرابع، عدد المشاركين من فرنسا 3340 وهو ما يساوي 0.4% فقط. وطبيعي أن لا ينحاز مواطنونا إلى الانقلاب وهم يشاهدون الديمقراطية عن قرب.
انتهت الاستشارة فكشفت عن لاشعبية الانقلاب.
يكفي أنه لم يشارك فيها إلا ما نسبته 86% فقط ممن انتخبوه في الدور الأول وهم من المفترض أنهم كانوا مقتنعين به، إلا أن هذا العدد لا يساوي إلا نسبة 18% فقط من ناخبيه في الدور الثاني.
انتهى
زيادة: إن وقع تمديد الاستشارة فهذا يعبر عن فشل، وإن تم المرور بقوة لفرض برنامج الانقلاب، فهذا يصب في كشف لا شعبيته داخليا وخارجيا والمزيد من عزله خارجيا. كل الناس فهموا الآن أن لا شعبية للانقلاب. وأنه فاشل.