مثلما تعود التونسيون إزاء كل حدث في بلادنا وفي العالم، فقد انقسموا إزاء زيارة أردوغان، صفّ من هنا وصفّ من هنا. والاصطفاف لم يأخذ بعين الاعتبار مصلحة تونس وإنما الإيديولوجيا، أو حتى أدنى من ذلك، شيء شبيه بالانقسام بين باشية وحسينية الذي انقسمت فيه البلاد بين صفين ولا يدري المنتمون إليهما لماذا هم هنا أو هناك. وكما يقول المؤرخ "وانقسمت البلاد كالقمح بين شقي الرحى"، وهنا شيء مع حفتر وشيء مع السراج.
في الملف الليبي، التوجه نحو الاستعداد للمزيد من الحرب بين الشقين المتحاربين، ومن ورائهما قوى إقليمية ودولية. كان حفتر ومن وراءه قد توعد منذ تسعة أشهر بحسم المعركة، ولكن طرابلس استعصت عليه. ويبدو في الأفق توجه نحو المزيد من الحرب والدماء.
مصلحتنا ليست مع هذا ولا مع هذا وإنما هي أن تضع الحرب أوزارها، ويستتب السلام في ليبيا، وأن يجتمع الشقان ليتفقا على حل سلمي. ذلك هو المحور الذي يسعنا، وهو المحور الذي يضمن مصلحتنا كتونسيين، مثلما أنه يضمن مصلحة الشعب الليبي.
وتونس لا يمكن أن تبقى بعيدا عن الساحة الليبية التي تدخلت فيها حتى كيانات ودول بعيدة عنها ولا وزن لها استراتيجيا ولا إقليميا ولا تاريخيا، ولو تعاونت بلادنا في هذا مع الجزائر وحتى المغرب، فإنه سيكون لهذا التكتل تأثيره على توجيه الأحداث ميدانيا ودوليا.
تطبيع..
صحيفة جيروزاليم بوست "الإسرائيلية" تنسب إلى وزير خارجية حفتر المدعو عبد الهادي الحاج قوله: "نأمل في علاقات طبيعية مع إسرائيل". طبيعي جدا وحكومته وراءها من وراءها.
أيها المصطفون إلى جانب حفتر، ما رأيكم؟ لا تدسوا رؤوسهم في التراب.