بعض الأشياء عندما تكتب حولها، تقدّم لها خدمة جليلة، لأنك حينئذ تذكّر الناس بوجودها، وهي ميتة. ولكن لا بأس. مثال ذلك ما يسمى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، جولة سريعة في صفحتها، يلفت انتباهك التذكير في أحد آخر منشوراتها بأنها "قلعة للدفاع عن كل الحقوق لكل الناس"، هههه. مرة أخرى هههههههههه.
نعم كان هذا في الماضي البعيد الآن، في عهد بورقيبة وفي جزء من عهد بن علي، أما الآن فهي مغالطة وصفحة الرابطة نفسها تؤكدها هذا. رابطة الماضي السحيق لم تعد نفسها الرابطة الآن التي يتقاسمها البوكت والوطد، وهذا باعتراف الطرفين عندما تخاصما من أجل المواقع في مؤتمرها قبل السابق، بمعنى أنها أصبحت منظمة طائفية بأتم معنى الكلمة، لا ترى ضيرا في أن تصدر بيان تعزية في ولد خال رئيس الرابطة رحمه الله، أقصد ولد الخال، ولا تنبس ببنت شفة عن المساجين السياسيين الذين يقبعون في السجن منذ أشهر،
ولا كتابة حتى كلمة حول تردي الحريات بالجملة أو التفصيل، ولو حتى من باب ذر الرماد في العيون. والأمر إما أن المنظمات المانحة لم تعد تهتم بهم، أو يكون طبيعيا من الوطد داعم المنظومة الحاكمة حيثما وجد في النقابة أو الرابطة أو الإعلام أو غيرها، وبالتالي فكل ما يمكن أن يُفهم على أنه قد يخدم -سياسيا- أعداءهم، فلا يجب أن يمرّ. وأما البوكت الذي مع الوطد في الرابطة، إما أن وزنه لا يمكنه من أن يترجم في الرابطة موقف حزبه المضاد للانقلاب، أو أن قواعد البوكت تخضع لمزايدة الوطد.
ملاحظة: هذه التدوينة تردّدتُ في كتابتها ثم في نشرها لأن كل كتابة حول الرابطة يعتبر خدمة مجانية تكاد تكون دعاية لها بأنها مازالت "موجودة"، ولها صفحة في الفيسبوك تحمل اسمها.