كالعادة...ستتكلم الحوانيت على الوحدة...واجندتها الفعلية تخريبها... وإن لم يكن تخريبها فإيلاء الأولوية فيها للمصالح الصغيرة لحوانيتها وقياداتها أمام مصلحة الوطن...او لن تكون هناك وحدة …
وكالعادة... سيتكلمون من علياءهم على الوحدة التي ساهموا في تخربيها وتحميله لغيرهم... وكأنها موضوع حصري يعبثون به كما يشاؤون... ولا دخل للقواعد العريضة فيه...يقررون متى وكيف يتعاقدون عليها... ومع من...وكأنها اصل تجاري يقتاتون منه سياسيا... بدون استشارة وتشريك جماهير المناضلين... الذين يعتبرونهم ماعون خدمة وفي مرتبة الرعية الخادمة الأمينة ..
وكالعادة سنسمع الخطب الرنانة... والجمل والمزايدات الثورجية...والركوب على التاريخ وعلى الأحداث... بلا مشروع ولا برنامج حكم... ولا أفق توحيدي تنظيمي ديمقراطي واضح المعالم…
سنسمع خطبا يتصارع أصحابها فيها فيما بينهم كالديكة...وإن أمكن بالضربة القاضية وهو غير ممكن... لإثبات الذوات الحانوتية... والذوات النرجسية المتورمة... وأولوية هذه الذات النرجسية على تلك... تحت تصفيق الرعية…
ثم يرجعون إلى ديارهم فرحين مسرورين بمزايدتهم اللفظية الجوفاء... على الآخرين... كالديكة التي تتبختر بشوشاتها الحمراء...ورعاياهم يفتخرون بأن لون شوشة ديكهم قان أكثر من شوشات بقية الديكة..
ولكنهم كالعادة في كل سنة...ومنذ ثمانية سنوات اليوم... سيعترفون من خلال خطبهم وشعاراتهم الجوفاء...انهم يخونون للمرة الثامنة بتلك المسرحيات السياسية الهزيلة... وصية الشهيد الذي وعدوه في القبة في اربعينيته... بانهم سيعملون من أجل تكوين الحزب اليساري الديمقراطي الكبير... والدليل أنهم لم يفعلوا طيلة هذه المدة الطويلة... ولم يذكروا حتى بضرورة هذا الاستحقاق الذي تناسوه في مسرحياتهم الخطابية…
وإن ذكّرو.... فللتبرئ من المسؤولية في الخيانة...بالقول بأن هناك عراقيل ذاتية وموضوعية...وهم من وضعوها... أو ساهموا فيها.... لم يفعلوا طيلة ثمانية سنوات... ولن يفعلوا في المدة القادمة....ولا في التي تليها…