هو إمعان في الخيانة الوطنية...ومزيد من تهميش الفلاحة التونسية...ومزيد من التداين الخارجي...ومزيد من غلاء المعيشة ...وتجويع شعبنا...
فلا يخفى على الجميع...ان الفلاحة في أمريكا ليست فلاحة...وإنما هي صناعة...فيها التحول الجيني للنباتات...واستعمال المبيدات الكيميائية القاتلة التي تنتقل من الطعام للبشر وتتسبب في الأمراض الخبيثة...والمضادات الحيوية التي تضعف مناعة الجسم عند البشر...إلخ وهي استعمار فلاحي مبرمج وممنهج...بتخطيط من الحكومات الأمريكية المتعاقبة.......
فهي مثلا تفرض على بقية البلدان بذورها غير الطبيعية المتحولة جينيا بدعوى الجودة والمردودية..التي لا تنتج بذورا للسنة الموالية ذات جودة ومردودية....وهي عملية مقصودة...فتفرض على الشعوب التبعية في المجال الفلاحي...وتقضي على البذور المحلية…
وهو ما حصل في تونس...بسبب حكامنا العملاء ومن استرزقوا من الأمريكان...فأصبحت فلاحتنا على مر السنين محتاجة لتلك البذور والعلف والمواد الكيميائية وكلها تدفع بالدولار واليورو...مما فاقم في كلفة الإنتاج وفي مزيد غلاءها كلما تهاوى الدينار... وفي كلفة المعيشة للمواطنين…
فالتبعية الإقتصادية شر دنيوي...وينتج عنها جحيم يومي معاشي للفئات العريضة الموجودة في أسفل سلم المجتمع وما فوقه... وللعلم مثلا... فهناك معركة حامية الوطيس بن أمريكا من جهة وحكومات الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية من جهة أخرى ...بضغط من المجتمع المدني الأوروبي…
لأن الاتحاد يحول دون ترك الأمريكيين يجعلون فلاحتهم تابعة لهم...كما هو الشأن لفلاحتنا منذ عقود...والأوروبيين يتصدون للغزو الأمريكي ...فيما يتعلق بالبذور المتحولة جينيا...والمواد الفلاحية... والمبيدات الكيميائية واللحوم...فيواجههم الامريكيون بوضع عراقيل على الأجبان...والنبيذ...إلخ…
لقد كان على الحكومة التونسية الحالية...والحكومات التي سبقتها بعد ثورة حرية وكرامة...ان تسهر على الأمن الغذائي للشعب التونسي...وعلى تطوير فلاحتنا وصناعتها التحويلية لتصبح ذات جودة ومصدرة أكثر...ولكن هذا لم يحصل...رغم أنه من المنال…
إلى أن اتى اليوم الذي نسمع فيه أننا أصبحنا نورد حاجيات فلاحية أساسية كنا مكتفين فيها ذاتيا... ومن لا يعلم ان الشاهد كان يعمل لدى الأمريكان في المجال الزراعي؟ وماذا يفعل وزير الفلاحة الذي يعلم كل هذا؟
ملخر…
الأمن الغذائي التونسي من الأمن القومي التونسي… وهذا ما يجتهد فيه المسؤولين السياسيين في العالم للذود عن أمن بلدانهم…إلا العملاء منهم…
والإعتداء على قوت الشعب وأمنه الغذائي خيانة وطنية…لا تختلف عن حمل السلاح ضده…. فالاثنين يتعلقان بحق المواطنين في الحياة…