بورڨيبة ربي يرحمو وينعمو... ولما انقلب عليه بن علي ووضعه في الإقامة الجبرية مدى الحياة، ودون محاكمة وحتى الحق في الزيارة التي يتمتع بها أخطر المجرمين...وذلك حتى وافته المنية... انقلب عليه الجميع... سوى البعض القليل... فبررو الإنقلاب عليه بعد أن كانو يألهونه قبل سويعات... ولم ينبسو ببنت شفة حول ظروفه اللإنسانية بعد الإنقلاب عليه…
كان زعيما وإنسانا...وما فعله وما لم يفعله... إيحابا أو سلبا... قد أصبح منذ الإنقلاب عليه من أنظار المؤرخين... قلتها مرارا في الماضي... و أعيدها…
فلما يدعي سياسيون انهم منه وإليه...لأغراض مصلحية سياسية حالية... متناسين انهم كانو إما من المساندين للإنقلاب عليه بعد أن كانو يهللون له سويعات قبله..أو كانو من بين الفارينيين لسلطة بن علي التي اتت بالإنقلاب عليه.. أو سكتو على وضعه اللإنساني بعد الإنقلاب عليه.. فهؤلاء جميعا لا يجب الوثوق بهم... لأنهم لا يغالطون شعبهم فقط... وإنما التاريخ أيضا…
وخصوصا فهم ينزلون بالأخلاق التي يجب أن تكون البوصلة في الممارسة السياسية... إلي مستنقعات لا يقدر المرء على استنشاق ما يرشح منها…
فبحيث... قليل من الحياء يا هؤلاء... وكفو عن استغلال الموتى لمصالحكم السياسية... فهم لا يقدرون على مجابهتكم بما تدعونه... واتركو بورڨيبة للمؤرخين...فهم وحدهم القادرون على تقديم تقييم غير نفعي لما قام به...
ألم يحن الأوان؟
"نخب" مزعومة... معصومون... وساقطون سياسيا وأخلاقيا…
لا تجدهم يفكرون كيف تتجاوز البلاد أزمتها متعددة الأبعاد.. ولا يفكرون في إيجاد الوسائل والآليات وطرق إنجاحها في الواقع المعاش...وهو سقوط سياسي عندما يتشدقون بالسياسة..
بل همهم الوحيد شخصنة الخلافات لتصفية الحسابات مع الأشخاص والأطراف... والتشهير بهم بما في ذلك الإفتراء عليهم دون التثبت مما تجود به مراحيضهم...ويتصرفون على الطريقة الحشدية ظنا منهم ان تلك هي السياسة...وهو سقوط أخلاقي...
ولا يحاسبون أنفسهم ابدا عما اقترفوه من جانبهم في حق البلاد والعباد...بل يتصرفون وكأنهم معصومين.
فأين العجب لما شخص.. لا يؤمن بالديمقراطية وبقيم المواطنة وبالحقوق المدنية والسياسية وبالمساواة بين المواطنات والمواطنين وبقيم الجمهورية وبالحقوق الإجتماعية والاقتصادية... له برنامج حكم فردي ضد الجميع وهمه الوحيد تنفيذه ... ولا برنامج تنمية عنده...فيجد طريقا سيارة معبدة ومفتوحة بمساندتهم او بسكوتهم عليه... للإنفراد بكل السلطات... وليزيد في إغراق البلاد في أزماتها... حتى أن الخبز ربما يصبح من الكماليات..
أين العجب؟
فهنيئا لهم... وأكثر...فهم يستحقون ما سيلم بهم بمشاركتهم... والمضحك في الموضوع... انهم لا يفقهون ان هذه البلاد لن تنهض بهم... وإنما على انقاضهم.