أقول هذا ليس لأنه يشهر بالفساد... ولكن لأنه يشهر به دون أخذ مبادرة تشريعية تسمح بمحاصرته او تجميع ملفات الفساد وتسليمها للقضاء الذي وحده له كلمة الفصل في الملفات...ولأنه يعرف أن القضاء فيها مسألة عويصة وطويلة في الزمن...ولكنه يستعمل شعار الفساد للدعاية مثل الشعبويين..
وأقول هذا لأنه يشهر بالسلطة التشريعية وهو الذي اقسم على المصحف على احترام الدستور... عوض أن تكون له الشجاعة السياسية لتسمية الكتل النيابية بأسمائها... تلك التي حطت من قيمة المجلس في عيون التونسيين ... والنواب الذين خانوا نائبيهم...بالسياحة الحزبية والفساد واللهث وراء المغانم الحزبية والشخصية.. والوعود الانتخابية الزائفة والتهريج وحتى البلطجة...إلخ…
وأقول هذا...لأنه لا يزال يعنعن طوباوية مؤسساتية... تعلمها في شبابه... وغير موجودة ولم توجد في أي بلد من العالم... وإن وجد ما شابهها فلإرساء الحكم الفردي المستبد... وقتل الحريات...وتصفية المؤسسات الديمقراطية...من وراء حكم لجان شعبية أوما شابهها...وكلها تتحكم فيها مخابرات الرئيس…
وأقول هذا...لأنه ترشح لرئاسة دولة يفقه في دستورها... ويعلم مسبقا انه سيقسم إن نجح على احترام ذلك الدستور وحمايته...والسهر على تفعيله...والتصدي لكل من يحاول خرقه..
ولكنه ككل شعبوي يستغل الإنتخابات الديمقراطية...للفوز بالحكم...وهو مقتنع بأن عليه فعل العكس وسيحاول كما فهمنا من كلمته أمس.. لتنفيذ برنامج حكم فردي سلطوي…تحت غطاء شعار هلامي وغير قابل للتحقيق… ويغالط به الشعب… يتمثل في الإدعاء بأنه يعتزم إعطاء الكلمة للشعب… ويتنافى مع مكسب التمثيلية الديمقراطية التي ارساها ذلك الدستور…