ان تنتقد الموقف الرئاسي المرتجل حول ليبيا... وغياب وتغييب تونس كبلد الجوار الأول في الأزمة الليبية... فهذا من حقك...لأنك تهتم بمصالح شعبك وشعبنا الشقيق في ليبيا...
ولكن ان تتهكم على بيان كهذا صادر عن الخارجية التونسية...إلى جانب بيانات بقية الدول في العالم... للضغط على أصحاب القرار ضد قرع طبول الحرب في الخليج...بيان يذكر بواجب الرجوع للأصول في فض الخلافات بين الدول... عن طريق الحوار وبالشرعية الدولية وحفظ الامن والسلم العالمي...وهو واجب الديبلوماسية التونسية... ان تتهكم على هذا البيان...فهذا من الصبيانيات…
هذا البيان مبدئي:
"تُتابع تونس ببالغ القلق والأسف التطوّرات الأخيرة التي تشهدها المنطقة ولا سيّما التوتّر الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إثر اغتيال اللواء قاسم سليماني، وتدعو إلى تغليب لغة الحوار واعتماد الوسائل الدبلوماسية سبيلا لحلّ كافة القضايا الخلافية خدمة للسلم والأمن الدوليين."
لأنه غير مصطف وراء ترامب الذي يتحدث عن تصفية ولا عن اغتيال...ويدعو للحوار عوضا عن الحرب.. التي لن تتضرر منها سوى الشعوب العربية والإسلامية...ويدافع عن الأمن والسلم الدوليين... وهو الموقف الدائم الذي تطالب به الشعوب ضد الحروب التي تشنها عليها القوى الإمبريالية والاستعمارية…
مع العلم من جهة أخرى...وهذا للأذكياء للذين يفتقرون للمبادئ الإنسانية ويقولون ما دخل تونس في هذا النزاع...فان مصلحة تونس تقتضي ذلك..
فلا يجب ان ننسى ان نشوب حرب في الخليج...ستتضرر منها تونس والمواطن التونسي مباشرة...على الاقل بارتفاع كبير لسعر الطاقة المستوردة... التي تدخل في أسعار المواد الأساسية...وبتفاقم المديونية الخارجية... وربما عجز خزينة الدولة عن تسديد الأجور والجرايات..وإنجاز ما وعدت به من القليل من مشاريع تنموية..