اولا: القوميون.. مثلهم مثل كل العائلات الفكرية دون استثناء ... في صلبهم الشموليين وكذلك الديمقراطيين ولو بنسب مختلفة.. ويمكن ذكر مثلا البعض من الديمقراطيين منهم مثل العميد البشير الصيد ربي يشفيه الذي وقف بقوة مع القضاة المعزولين ظلما وضد الإنقلاب على المجلس الأعلى للقضاء المستقل المنتخب ... والأستاذ بوبكر بالثابت الكاتب العام لأول هيئة انتخابات مستقلة بعد الثورة الخ.. وموش باش نذكركم لكلكم عاد.
عملت معهم ومع غيرهم من القوميين منذ زمن الاستبداد وخصوصا في الدفاع عن ضحايا القمع من مختلف الاتجاهات ... ومن اجل استقلالية مهنة المحاماة واستقلال القضاء ..الخ.. ولا يجهل هذا سوى الجاهل.. او الذي يعمم الجهل بسبب خلافاته العقائدية معهم.. وهذا مستوى الصفر في السياسية... ولا يختلف جوهريا عما يقوم به المنقلب على دستور الثورة الديمقراطي..
فالتونسيون علاوة على الكتب الأيديولوجية التي صبغت تفكيرهم... يعيشون في مجتمع حديث ومتنوع منذ زمن الإستعمار وحتى ما قبله ... أنتج الكثير من المفكرين.. ومن شان كل مواطن ان يتأثر بهم... وخاصة بواقعه المعاش وبينته.. مهما كانت معتقداته الفكرية..
ثانيا:... ليست لي علاقة شخصية بالمغزاوي على خلاف العديد من القوميين...ولا اعرف كينونة تفكيره... لكني اعرف بمقتضى نقاشاتي معهم... ان حزبهم منظما على الطريقة المركزية غير الديمقراطية...يعني الشمولية...أين الاقلية عليها أن تتعسف على حرية تفكيرها وأن تدافع على موقف الآخرين أي الأغلبية... خارج مؤسسات الحزب الداخلية ... ومهما كانت مسؤولياتهم فيه.. وهاذيكا هي أيضا حرية التفكير قبل التعبير.. إلي ينظرلها المنقلب على الدستور .
واعرف ان هذا الحزب مجتمع حول الناصرية... لكن تتخلله في السياسية تناقضات جوهرية بين تيارات مختلفة.. لأنه تكون على أسس عقائدية مثل العديد من الأحزاب الإسلامية واليسارية .. ولا على أرضية سياسية تجيب على الوضع السياسي والإجتماعي القائم... مثل الأحزاب العصرية في عصر قيم المواطنة وحقوق الإنسان وقيم الجمهورية والديمقراطية والنضال من اجل العدالة الإجتماعية..
ثالثا… المغزاوي اليوم مرشحا للرئاسية... وهو يتوجه للناخبين بمختلف انتماءاتهم وللأجسام الوسيطة ...ويدعو للحوار وبالتالي من الطبيعي ان يخرج عن إلتزاماته الحزبية ... ويقول في خطابه الحماسي ما يعتقده شخصيا...إن كان يعتقده.. وهذا امر يجب التثبت منه من خلال البرنامج الإنتخابي العملي الذي يقترحه على الناخبين.. وخاصة الإجراءات العملية...
رابعا: إن لم يكن هذا صحيحا... ويتعلق الامر فقط بوعود انتخابية لإغواء الناخبين المعارضين للبني القاعدي.. بعد مساندة الإنقلاب على دستور الثورة الديمقراطي أكثر من ثلاثة سنوات..فمن المفيد ان يتولى فضحها للناخبين مرشحا من داخل المسار الإنقلابي... حسب مقولة.... وشهد شاهد من أهلها. وحتى لو علل ذلك بتعلة شعبوية...بالقول أنهم توجسو خيرا في 25... وفي صاحبه... مثل أغلبية الشعب.. وعلى الشعب أن لا يخجل من هذا…
وهذا طبعا لإيجاد ذريعة لحزبه الذي ساند مسارا تحول إلى تخريب... ودعا للتصويت بنعم على دستور البني القاعدي بما تضمنه من تصور استبدادي للحكم ... وكأنهم لا يفهمون العربية الفصحى التي كتب بها . ما انجمش الفازة هاذي نعديها بدون تنبيرة.
خامسا: ... يبقى هناك العديد من الثغرات الجوهرية في خطابه.... رغم نقده اللاذع للمسار الانقلابي...واعتباره من قبيل التخريب.. و تتعلق اولا بالموقف من دستور الثورة الديمقراطي الذي وافقت عليه حركته مع الجميع .. وعملت به... ثم ساندت الإنقلاب عليه .. ولم يكن الدستور مسؤولا عن عدم تفعيله وتطبيقه.. بل المنظومة التي حكمت...وحركته كانت من ضمنها...وهم المسؤولون.. ولا ينفع الوعد بإحداث لجنة تفكير وكذا... فهي الطريقة المثلى للتهرب من طرح موقف واضح للناخبين.. إن لم يكن لقبر الموضوع فلجان التفكير تصلح لذلك أيضا ... والحكم بدستور الحكم الفردي للبني القاعدي.
و تتعلق أيضا بواجب إطلاق السراح الفوري لجميع المساجين السياسيين... ومساجين الرأي... وحفظ الملفات المفبركة ضدهم من قضاء موظف... اعتقلهم حسب الطلب لا غير... ولا فقط الوعد بإلغاء المرسوم 54!!!
الخ.. فللحديث بقية…
ما زالت كي بدات الحملة.. والتنبير سيكون منعشا لطيفا .