بيان جمعيات حقوقية تونسية ضد انتهاك حقوق الانسان في الجزائر وشروط المواطنة... ازعج بعض من يطالبون بالحرية في تونس لأنفسهم فقط طبعا...ومنهم من تهجم عليه... اذكر هؤلاء إن كانو لا يعلمون.... أو لا يفقهون...أن الحقوقيين هم الذين يطالبون قبل غيرهم بحق الشعوب في تقرير مصيرها...وأنهم لا يقايضون ذلك مع أي كان..
لأنهم من يقول ان حق تقرير المصير هذا لا يقف بالتخلص من الاستعمار... بل هو حق دائم قبل الاستعمار....وأثناء الاستعمار... وبعده في دولة الاستقلال.. ولممارسة هذا الحق بصفة دائمة.. يجب أن يكون الشعب حرا في اختيار من يمثله....
وليقرر مصيره بنفسه...يجب ضمان الحريات والحقوق المدنية والسياسية والحق الإنتخابي الحر والنزيه.... والتصدي لانتهاكاتها.... وهذا واجب يتحمله الحقوقيين بشرف إلى جانب كل الضمائر الحرة...في كل زمان ومكان... رغم نهيق المستبدين مهما كان لونهم الفكري....
في الجزائر.... وبعد مظاهراته السلمية العارمة التي أسقطت العهدة الخامسة والزمرة الفاسدة المستبدة المقربة من بوتفليقة.... قرر هذا الشعب بنسبة 70 % منه عدم المشاركة في انتخابات نظمها النظام... في ظل انتهاكات كثيرة وقمع للحريات على نطاق واسع... ضد النشطاء غير الراضين على الوضع الداخلي في بلادهم…
ورغم ذلك.... احتقرهم رئيس الجزائر...وهم اكثر من ثلثي شعبه...فاعترف وبكامل الصراحة... ان مشاركتهم في الانتخابات لا تعنيه!!!! ... ولا يهمه سوى أن يقع انتخاب بصفة سليمة ممثلي اقل من ثلث الشعب الذي يساند نظامه بالمشاركة في انتخابات نظمها ضد رغبة الاغلبية العريضة لشعبه!!!
ورغما عن هذا الإعتراف الصريح من الرئيس نفسه والذي يحتقر سيادة شعبه على بلاده .... تجد من يلوم على منظمات حقوقية مجرد بيان يطالب بوضع حد لانتهاك حقوق الإنسان وحقوق المواطنة..... في بلد شقيق!!!
عندما قرأت لهم... اول فكرة خالجتني هي مدى احتقارهم للشعب الجزائري وقواه الحية التي تعارض الاستبداد والفساد في هذا البلد الشقيق!!!
ملخر....
هؤلاء المنزعجون من بيان... لا يعتبرون ان الشعب الجزائري جدير بالحريات مثلهم!!!! ... و يعتبرون أن المطالبة بها خيانة وعمالة...وان التضامن معه خدمة للإستعمار !!!! و يعتبرون أن الإستبداد على الشعب الجزائري الشقيق هو السد المنيع ضد الخيانة الوطنية... و التدخلات الأجنبية!!!
ويواصلون قوله بكل وقاحة... رغم انهم لا يمكنهم ان يجهلوا انهم يساندون نظام فاسد... وهذا لست أنا الذي أقوله.... بل قاله هذا النظام نفسه... لما سجن جزء من قياداته السابقة من أجل فسادهم... وهي نفس تلك القيادات التي كانو يساندونها لما كانت في الحكم!!!
والحقوقيون لا يمكنهم ان ينسوا ان التشهير بممارسات الاستبداد في تونس زمن بن علي... كان يرمى أيضا بالخيانة الوطنية... من طرف المستبدين الفاسدين العملاء.. الذين ثار عليهم الشعب ذات جانفي 2011…
في الحقيقة فإن الفكر الشمولي لا يزال ضارب أطنابو في طاست مخ الكثير…
فهؤلاء لا يعتقدون ان الشعوب الحرة هي التي تضمن استقلال بلادها... وأن الحرية هي الضامن الواحد والوحيد لذلك...رغم أنهم لا يجهلون ان الأنظمة المستبدة والفاسدة تلعب دائما على حبل الوطنية للدفاع عن ديمومتها، حتى لو كانت موغلة في العمالة... وأن الأنظمة الوطنية التي نشأت بعد استقلال بلدانها وقمعت الحريات المدنية والسياسية لشعوبها ونخرها الفساد.... سقطت لأنها لم تجد شعبا حرا يدافع عنها...
فبحيث..
إن كنت تدافع عن حرية شعبك... أو تتضامن مع الذين يطالبون بحرية شعوبهم.. فأنت تدافع عن الشروط الأساسية الضامنة لاستقلاله الوطني...
ومن يقمع شعبه ومن يشهر بمن يتضامن معه... فهو الذي يقوض تلك الشروط الدنيا للإستقلال الوطني…