الإرهاب عقلية فرد...تتطور في بيئة من العنف والكراهية... ثم يأدلج... لاقتراف المنكر... ربي يرحم شهيد الحرس الوطني ويشفي زميله…
الإرهابي لا يصبح إرهابيا بين ليلة وضحاها... هو فرد يتربى في بيئة مجتمعية ومحيط يسود فيهما الحقد والكراهية ضد المختلفين في الرأي وفي العقيدة والنوع والأصل...
وهو يتربى في مجتمع تسود فيه أفكار تروج للعنف لفض الخلافات بالقوة ولا بقوة الحجة...وتمني الموت للخصوم... والقصاص العين بالعين...والقتل وعقوبة القتل...وعدم احترام الذات البشرية..
هذه البيئة هي الأصل... التي لما ينشأ فيها الإرهابي... ثم يأدلج من طرف الفكر التكفيري..ويحصل ذلك عادة في وقت قصير...يمر لممارسة وتطبيق ما تعلمه في تلك البيئة من أفكار عنفية...ويذهب بها إلى أقصاها لأنه أصبح له ما "يبررها" عقائديا…
لو نشأ هذا الإرهابي في بيئة أخرى متشبعا بقيم حقوق الإنسان وقيم المواطنة والتسامح...التي تحترم الرأي المخالف والحق في الإختلاف وحرية المعتقد والحرمة الجسدية والحق في الحياة والمساواة بين المواطنين ودولة القانون والمؤسسات الديمقراطية.. لما تغير في ظرف وجيز... ولما تغير أصلا…
هل تعرفون حقوقيا أو حقوقية أنتج/ت إرهابيا أو إرهابية من ذريته/ها؟
تراه لوجو...
كتبت هذا لأقول لهؤلاء الذين هم ضد الإرهاب كخصم سياسي... ولكنهم في نفس الوقت يروجون للأفكار العنفية والتمييزية السائدة التي ترعرع فيها الإرهابي.. قبل أن يصبح إرهابيا... وبمناسبة كل عملية إرهابية ينتهرَزون الفرصة لسب وشتم الحقوقيين...ويروجون جهلا او كذبا وصلفا أن الحقوقيين لا يعارضون الإرهاب... في حين انهم يعارضوه مواطنيا... ولا توحشا مثلهم...على غرار الإرهابيين …
أقول لهم حذاري... فلكم أبناء.. وما تعرفوش على الدهر... حذاري على أبناءكم... هم مستقبل البلاد... فلا تهيؤوهم بثقافة العنف والتميز والكراهية والتوحش.. التي تروجوها في محيطكم ...ليكونوا غدا لقمة سائغة للإرهابيين…
فحذاري مرة أخرى... أيها السادة والسيادات... أنتم تلعبون بالنار... وعندئذ لا قدر الله لن ينفعكم الندم..