عندما يعتقل خصمك السياسي..من طرف خصمه السياسي المستبد بالسلطة ويمارس الاستبداد على خصومه السياسيين..... وعندما يكون الإعتقال بسبب معارضة تلك السلطة...وليس لإقامة العدل في إطار محاكمة عادلة أمام قضاء مستقل…
وعندما تعبر عن فرحة بمثل هذا الإعتقال...وانت تعلم الغاية من الإعتقال...فأنت شخص لا تحركه قيم المواطنة المتحضرة... بل تجتر غريزة الانتقام البدائية الموروثة عن مجتمعات التوحش...لما اخترع الإنسان السلاح لاستئصال من ينافسه من بني الإنسان... للحلول محله…
وقد أدى هذا في الماضي... وبقيت منه في عصرنا هنا وهناك رواسبا...حتى إلى اقتراف جرائم جسيمة تصل للإبادة الجماعية…
هذا التصرف البدائي هو في الحقيقة لا يرتقي حتى لسلوك الحيوانات...فهي لا تعرف شعور الانتقام…
في السودان...لا خيار بين الطاعون والكوليرا...
في السودان...اندلعت امس حرب عسكرية وتدميرية في المدن والأحياء الشعبية...حصيلتها في يوم واحد عشرات الضحايا ومئات الجرحى بين صفوف المدنيين.. وصاحبتها حرب إعلامية...تتميز بترويج الكذب والأخبار الزائفة من كل طرف ضد الآخر...ولا يمكن الارتياح لما يروجونه..
وذلك من أجل التازع على السلطة بتشجيع من قوى إقليمية والانفراد بنهب الدولة والبلاد...بين طرفي الإنقلاب على ثورة الشعب المدنية الديمقراطية ضد المجرم البشير..في 2019... ويحصل هذا بين طرفي الصراع... الجيش بقيادة البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش... المطبع مع الكيان والذي يسانده السيسي وشيخ الإمارات ومحمد المنشار...ويعد حوالي ربع مليون عسكري..
وبين ميليشيات الجنجويد (قوات الدعم السريع)..التي كونها البشير لمواجهة الانتفاضة في الدارفور... واقترفت هناك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية طيلة سنين... بقيادة حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة....وحليف البرهان ضد الثورة وخصمه اليوم... وهي الميليشيات التي تستولي على موارد طبيعية كبيرة وخاصة مناجم الذهب...وعددها حوالي مائة ألف ميليشياوي…
وفي السودان ليس هناك جيش وطني جمهوري وحرفي... فمنذ الاستقلال قام الجيش ب 17 انقلاب أومحاولة انقلاب..ومعظم من حكموا البلاد كانو من صلبه.. فبحيث....لا يمكن الإنحياز للكوليرا ضد الطاعون...أو العكس بالعكس…
يجب إيقاف هذه الحرب التدمرية للعباد والأملاك....فورا.... وتسليم الحكم للمدنيين لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة...وإرساء نظام مدني ديمقراطي جمهوري...كما تطالب به قوى الثورة منذ 2019...رغم اختلافاتها...وخلافاتها....
وإعادة هيكلة الجيش على أسس وطنية وجمهوريه.. وحل جميع الميليشيات وإفراد الدولة المدنية وجيشها الجمهوري بالسلاح... ورفع يد الجهات الإقليمية عن التدخل في الشؤون الداخلية... ومحاسبة المجرمين والفاسدين من الجيش والجنجويد..
وهذا طبعا...بيد الشعب السوداني وقواه الوسيطة.. ودون سواهم…