هي شكل من أشكال التحيل...وتزييف للإرادة الحقيقية للناخبين...واحتقار للسيادة الشعبية.. لماذا؟ لأنها مبنية على التخويف...تخويف الناخبين من مصير مشؤوم...ان فاز مرشح يقدم على انه خطرا على المجتمع…
ولأنها مبنية على مغالطة سياسية...مفادها أن المرشح المستفيد من الفوت ايتيل...هو القادر وحده...على مجابهة هذا الخطر... في صورة وجوده...وبلاش بيه تخلى... ولأنها عادة ليست مبنية على مشروع سياسي متكامل ومتناسق ...وبرنامج حكم واضح...ومقترحات واضحة وقابلة للتنفيذ...يقتنع بها الناخب ...وإنما على الكثير من الوعود الكاذبة…
ولأنها دائما وراءها المال السياسي الكثير...ومسنودة من سائل الإعلام الكبيرة...تخلق فزاعة او فزاعات..وتقدم الفوت ايتيل كقارب للنجاة…
وعندما نقول المال السياسي الوافر...كما نشاهده الآن في الحملات الانتخابية لبعض المرشحين من المنظومة الحاكمة...نقول ايضا ان الفوت ايتيل...هو لفائدة من يمولون...هؤلاء الحيتان الكبيرة المتنفذين في الاقتصاد وفي السلطة السياسية...الذين يستثمرون أيضا في أحزاب السلطة وفي الإنتخابات... للربح الوفير من استغلال النفوذ في السلطة وللحفاظ على مصالحهم... لما ينجح الفوت ايتيل...وعلى الكثير منهم شبهات…
ولأنها عادة ما تكون وراءها خدعة سياسية كبيرة ضد السيادة الشعبية ...مثل تلك التي حصلت في 2014 لصالح النداء ضد النهضة...في حين ان بينهما اتفاق تحت الطاولة للحكم معا... ولو أعلنو عنها قبل الإنتخابات...لتغيرت نتائج التصويت بنسب مهمة…
الفوت ايتيل موجود في كل الديمقراطيات التمثيلية...وهو ليس بدعة عندنا... ولكن القوى الديمقراطية التي تؤمن بحقوق المواطنة واحترام الإرادة الشعبية تناضل ضده وتتصدى له.. لأن الانتخاب في الأصل هو اختيار الناخب عن قناعة منه لمن يمثله...هو... ولا للتهرب من عدو اما انه مصطنع..او انه ليس بنفس الخطورة التي يدعيها جماعة الفوت ايتيل…
وحتى وان كان خطره كبير فليس بالضرورة ان المستفيد من الفوت ايتيل هو القادر وحده على التصدي له من بين المترشحين... هذا ان كان حقيقة ينوي ذلك ولا يخطط تحت الطاولة للتحالف معه...وهذا ما يحدث عندنا...ومرتقب كثيرا حدوثه!!
ولذلك فإن الفوت ايتيل تحيل سياسي وتزييف لإرادة جزء من الناخبين ...وتدنيس واحتقار للسيادة الشعبية..