بعد هروب بن علي يوم 14…كانت درجة الحنق عليه وعلى أزلامه غير مسبوقة… فهجمت مجموعات غفيرة للإنتقام…على مقرات أشخاص رموز النظام..ومراكز أمن… ومقرات التجمع…الخ.. وهذا بسبب الحقد المتراكم والمدفون لعقود… من جراء الإضطهاد والقمع والتعذيب وانتهاك الحقوق الذي طال المجتمع….. وكان في طليعة هؤلاء العوام الموجودين بنسبة أو بأخرى في كل المجتمعات… وفي كل العصور… فوجدنا أنفسنا نحن الحقوقيين في منزلة بين المنزلتين…. إما السكوت على الانتهاكات الجديدة ضد منتهكي الحقوق قبل الثورة…او عدم السكوت عنها… وطبعا اخترنا عدم السكوت…فتلك هي مسؤوليتنا…على خلاف الكثير آنذاك…
وفي رابطة حقوق الإنسان استقبلنا ضحايا الإنتهاكات قبل وبعد الثورة بدون تمييز…وسجلنا تظلماتهم وقد كانت كثيرة جدا…وقمنا بما يكمن القيام به من طرفنا وما كان في المستطاع لصالح حقوق الجميع….. وفي الإعلام نبهنا لذلك…ولضرورة توخي السبل القانونية لاسترجاع الحقوق…من طرف قضاء عليه أن يكون مستقلا ومحايدا في أحكامه..ولا يخضع للإنتقام ولا للتدخلات والمصالح..
ودافعنا على ضرورة إرساء عدالة انتقالية في خصوص الجرائم التي حصلت قبل الثورة لجسامتها…حتى يقع جبر أضرار الضحايا…ولا يقع الإنتقام والتنكيل بالمسؤولين عنها… ولاحظت شخصيا ان هيئة ازلام بن علي الذين اقترفوا الجرائم في حق المواطنين وأصبحوا ملاحقين…بعد ما طاحت بهم وذن القفة…قد تغيرت من العنترة والعنجهية قبل الثورة إلى ضدها…ولا أريد وصف حالاتهم تلك احتراما لكرامتهم الإنسانية…
فبحيث…يا طغاة اليوم…لا تغتروا بسلطاتكم الحالية الزائفة والزائلة لا محالة.. وهذا ليس رأي أو تمني…وإنما حقيقة لا مفر منها…وتخضع فقط لمدة مؤقتة غير معلومة مسبقا… وطبعا سيطالب ضحاياكم عندئذ بالعدالة…وبمحاسبة عادلة وجبر أضرارهم منكم.. لكنكم ستجدون أيضا العوام…هههه… وهم نفس هؤلاء العوام الذين نجدهم اليوم يطالبون بالتنكيل بخصومكم…وأنتم تحمونهم… فمثل هؤلاء صفق لبورقيبة…ثم لبن علي…ثم للنهضة…ثم للسبسي…من قبلكم… واليوم يصفقون لكم…وغدا لغيركم…
فبعد الثورة رأيت الكثير منهم في المظاهرات والتجمعات …قد تحولوا بقدرة قادر إلى ثوار 15…بعد ان كانو يعملون لفائدة التجمع في مختلف المجالات ويقدمون له الخدمات…ههه …وكان العنيفون منهم يدعون للإعتداء على الأشخاص والأملاك.. فهم عوام لأنهم يتصرفون كرعية ولا كمواطنين…تربو على ثقافة التوحش ولم يتخلصوا منها…فلا يريدون محاسبة قضائية عادلة…بل انتقاما وتنكيلا بخصوم الحاكم الذي يصفقون له…
وانتم اليوم تشجعوهم على المضي قدما…لما تسكتون على جرائمهم ضد خصومكم ضنا منكم انكم تكسبون سياسيا من وراء ذلك…فيشعرون بالحماية والإفلات من العقاب كما كان يشعر به أزلام وجلادو بن علي قبل الثورة… وهم فالتون اليوم من التتبع والعقاب رغم تهاطل الشكايات ضدهم…بفضلكم… وبحيث…ها أنتم اليوم بدوركم بصدد مراكمة حقد كبير ضدكم…
وهو يتعاظم كل يوم أكثر بسبب القمع والتفقير…وعدم قدرتكم على تحسين الوضع الإقتصادي والاجتماعي… وإن أنكم ستجدون غدا لا محالة كمن سبقوكم من سيطالب بحقه منكم من ضحاياكم أمام قضاء مستقل وناجز…فإنكم ستجدون بالضرورة هؤلاء العوام في طليعة "النضال" ضدكم…هههه… وسيطالبون بالتنكيل بكم وبأزلامكم…لأنكم وعدتموهم بالجنة وكذبتم عليهم..هههه…
فلن تفلتوا أنتم أيضا من تنكيلهم وبطشهم بكم… فتلك هي طبيعتهم… التي تشجعوهم عليها اليوم…بل وتزيدون في ترسيخها في قناعاتهم المتوحشة كممارسة سياسية… بخطبكم التخوينية والحاقدة والإستئصالية والإنتقامية…ضد السياسيين من معارضيكم…هههه …