عاجزون على استيعاب أنها لم تعد معركة انتخابية قانونية طبق شروط الإنتخابات الحرة واالنزيهة والشفافة.. واصبحت معركة كسر عظام ضد تلك الفاشية الزاحفة... خصوصا منذ رفض تنفيذ قرارات المحكمة الإدارية واختطاف المترشح رقم 1 واعتقاله وتلفيق الملفات له بالجملة باستعمال قضاء موظف.
عاجزون على استيعاب ان هذا مسلسل إنقلابي على الإرادة الشعبية... تحت الشعار الشعبوي "الشعب يريد "... وقد بانت ملامحه منذ حل هيئة الإنتخابات الشرعية المكتسبة بفضل الثورة وتعيين هيئة منصبة!!
عاجزون عن الإعتراف... وهم في الحقيقة لا يعترفون ابدا بأخطائهم وكأن كلامهم منزلا مثلما يفعل الملهم العظيم المتقلب على دستور الثورة الديمقراطي... انه كان عليهم مواجهة هذا المسار منذ بدايته... لأن مآلاته بدون التصدي له لوأده في المهد .. كانت معلومة...فلم يفعلوا!!!
عاجزون على الإعتراف بأنهم لا يولون الأهمية التي تقتضيها ضرورة الدفاع عن حقوق المواطنة والمكاسب الديمقراطية في فترة الإنتقال الديمقراطي هذه... والتصدي الجدي كلما ظهرت بوادر انتكاسات للرجوع للوراء.. وربما لأن بعضهم لا يؤمن بها اصلا !!
عاجزون على الإعتراف بان معظمهم مسؤول عن الوضع الحالي... لما شاركوا في وضع المنقلب في السلطة بالدعوة للتصويت له في الدور الثاني سنة 2019... وهم لا يخفى عليهم فكره الشمولي وبرنامجه المعادي للإنتقال الديمقراطي !!! ... ولليوم لم يعتذروا للشعب التونسي الذي غالطوه!!!
عاجزون على الإعتراف بأن لهم مسؤولية مباشرة في نجاح الإنقلاب على دستور ديمقراطي وافقوا عليه.. لما لم يتصدوا له في إبانه... وبياناتهم آنذاك تشهد عليهم !!!
عاجزون على الإعتراف بكل ذلك... لكنهم يتسابقون في رمي المنديل بدعوى ما فعله ويفعله المنقلب على الدستور ...مما يسهل عليه تنفيذ مشروعه…
وهذا عوض الصمود والدفاع عن الحق الإنتخابي وحقوق المواطنة وفعل كل ما هو محمول عليهم بوصفهم نظريا من الأجسام الوسيطة الحامية للمجتمع وحقوق المواطنة ... ولضمان التداول السلمي على السلطة في دولة ديمقراطية !!!
يتهافتون على رمي المنديل.. والحال ان ما تفعله الفاشية وتراكم الخزعبلات القانونية والقضائية التي تقترفها ضد الحق الانتخابي وحقوق المواطنة والتداول السلمي على السلطة .. ومهما تراكمت... فهذا من طبيعتها.. ولا تبرر مطلقا التخاذل في للدفاع عن تلك الاستحقاقات!!!
فالمنقلب على الدستور كان واضحا معهم منذ الإنقلاب... ولم يكن الإشكال فيه لانه بسط اوراقه منذ قبل انتخابه.. وماذا يريد... وكان واضحا في ماذا يريد اقترافه بالإعتماد على القوى الصلبة للدولة... وليس على الشعب الذي لم ينخب لمشاريعه ثلاثة مرات متتالية في ظرف ثلاثة سنوات!!
عاجزون على الإقرار... بأن الإشكال فيهم... لعدم تحمل مسؤولياتهم المواطنية والسياسية كأجسام وسيطة في الدفاع عن المكاسب الديمقراطية والإنتقال الديمقراطي !!!
عاجزون على الإعتراف بأن التعلل بما يفعله المنقلب على الدستور ويواصل فيه .. لا يبرؤهم مطلقا... بل يدينهم... ولا يغطي على مسؤوليتهم الجسيمة لما آلت إليه الأمور…
ولا يمكن مطلقا تبرير رمي المنديل من طرفهم... بل العكس.
لكنهم رغم كل ما فعلوه... و بالأحرى ما لم يفعلوه بحكم مسؤولياتهم كقوى وسيطة... للتصدي عمليا للفاشية الزاحفة ودحرها قبل ان ترمي عروقها في السلطة... مدى حياة الحاكم الفردي ... خيرو التمادي في اللامسؤولية!! وللتفصي من المسؤولية الملقاة عليهم دون سواهم.... انتهجوا سياسة احسن دفاع... هو الهجوم.
فقاموا بإعطاء الدروس لمن يعملوا على وضع حد للفاشية الزاحفة عبر الصندوق ...عوض تحملها و الإعتذار للشعب التونسي...برميها على من يدافعون عن الحقوق..والديمقراطية !!!
والغريب انك تجد من ضمنهم حقوقيين!!!
والظاهر انهم غير مطلعين على المادة 22 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. والحال ان واجبهم/ن بمقتضى مسؤولياتهم الحقوقية والمواطنية.. الدفاع عن الحق الإنتخابي.. ونشر ثقافاته.. وحث المواطنين على ممارسته... لفرض اختيار من يمثلهم في إدارة الشؤون العامة لبلادهم.. رغم الانتهاكات التي يتعرض لها!!
ويا والله احوال .
وهذا السلوك يذكر بالنقاشات البيزنطية حول مدلول الفصل 80 من دستور 2014 بعد الإنقلاب عليه في 25 جويلية .... لإرساء حكم فردي شمولي فاشي ..عوض التصدي له حفاظا على مكاسب الثورة...بل برره بعضهم بما حصل من قبله.. ولا لغرض إرساء حكم فردي .
إلى أن فرض عليهم المنقلب في 22 سبتمبر الأمر 117 الذي ازاح دستور الثورة الديمقراطي... وفسر لهم المضوع ثم تلاه دستور 2022 المنزل وغير الشرعي .
ولكن جاءهم مواطن من أعماق البلاد...والانكى بالنسبة لهم انه بورجوازي الإنتماء الطبقي... فلقنهم الدروس . هو رجل أعمال كون نفسه بنفسه... لكنه آمن بالحرية وبقيم المواطنة...وعارض الحكم الفردي جهرا لما نزل الأمر نومرو 117... وطالب آنذاك المنقلب على الدستور بإلغاء الأمر والرجوع لمقتضيات الدستور ... على خلاف الكثير ممن يعطون اليوم الدروس .
وتمسك بحقه الان غير قابل للتصرف من اي كان وهو الحق المكتسب بفضل الثورة.... لتكريس مجتمع يجب أن يكون ديمقراطيا... بعد ثورة حرية وكرامة ضد الإستبداد.. ويقول ان في تونس مواردا بشرية تزخر بها... وهي قادرة على إنقاذ البلاد من الأزمة مختلفة الأبعاد التي سقطت فبها... السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية..
ويقول انه يجب طي الصفحة.. صفحة 25...وان هذا ممكن.. فخاف المنقلب على الدستور من نتيجة ذلك في الصندوق فنكل به على عادته... عله ينسحب... ولكنه اصر على البقاء في السباق... من معتقله..
لم يتركه يقوم بحملته الإنتخابية..وتجاوز كل الخطوط القانونية والقضائية الحمراء... في حقه ويحصل هذا بهذه الطريقة لأول مرة في تاريخ البلاد.. عله يثنيه عن التمسك بترشحه... ويثني الناخبين للتصويت له..
لكنه بقي مصرا من زنزانة معتقله!!!
والغريب انك لم تجد مساندة مبدئية له كما يجب أن تكون ممن يعطون الدروس.. ضد التنكيل به.. من هؤلاء الذين رمو المنديل !!! ربما لغرض في نفس يعقوب... وقد اطلعت على كل البيانات في الميضوع... وسجلها سيديجا التاريخ .
وربما لأنه البورجواوي لكنه متمسك عمليا بحقوق المواطنة على خلافهم. ط. فلقنهم الدروس في الدفاع عنها وعن الديمقراطية في مجتمع عصري .. وفي الصمود الفعلي أمام الفاشية الزاحفة.. ولا فقط بالتنظير.. وإنما وهذا الأساس.. بتهديد سلطتها وكيانها عبر الصندوق وهو التهديد الحقيقي ... كما لم يفعلون .
والانكى من كل ذلك...انهم عوض البقاء على الحياد. بما انهم اختاروا موقع المتفرج.. أمام المعركة في الصندوق بينه وبين المنقلب عل الدستور... دعوا الناخبين الذين لا يريدون المنقلب على الدستور.... لعدم المشاركة في التصويت!!!
بما يعني عدم التصويت له !!!! يا بوقلب... يا بوقلب..
والانكى من كل ما تقدم... انك تجد من يعنون موقفه هذا بنفس الوقاحة التي تبديها الرعية الزقفونية في حملة نومرو 3 .. بان من يصوت له ... يكرس الدكتاتورية !!
وهذه هي في الحقيقة فضيحتهم.. لأنها تنم عن رفض الحق في الإختلاف... وعن سلوك شمولي !!! وهو ما يفسر كل ما سبق.